رائعة الإمام علي في ملكوت الله


قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له: ثم أنشأ سبحانه فتق الأجواء وشق الأرجاء، وسكائك الهواء فأجرى فيها ماءً متلاطماً تياره متراكماً ظخره زخاره حمله على متن الريح العاصفة والزعزع القاصفة فأمرها برده وسلطها على شدة وقرنها إلى حده، الهواء من تحتها فتيق والماء من فوقها دفيق، ثم أنشأ سبحانه ريحاً إعتقم مهبها وأدام مربها وأعصف مجراها وأبعد منشاها فأمرها بتصفيق الماء الزخار وإثارة موج البحار فمغضته مغض السقاء وعصفت به عصفها بالفضاء، ترد أوله على اخره وساجيه على مايره حتى عب عبابه ورمى بالزبد ركامه فرفعه في هواء منفتق وجو منفهق فسوى منه سبع سموات وجعل سفلاهن موجاً مكفوفاً وعلياهن سقفاً محفوظاً وسمكاً مرفوعاً بغير عمدٍ يدعمها ولا دسار ينتظمها، ثم زينها بزينة الكواكب وضياء الثواقب فأجرى فيها سراجا مستطيراً وقمراً منيراً في فلك داير وسقف ساير ورقيم ماير، ثم فتق ما بين السموات العلى فملأهن أطواراً من الملائكة.


وقال أبو جعفر عليه السلام: كان كل شيء ماء، وكان عرشه على الماء، فأمر الله عز وجل الماء فاضطرم ناراً ثم أمر النار فخمدت فارتفع من خمودها دخان فخلق الله السموات من ذلك الدخان، وخلق الأرض من الرماد.

وعن الحسن بن علي عن أبيه عليه السلام في مكالمته مع كعب الأحبار، قال الكعب: يا أبا الحسن أخبرني عن قول الله تعالى في كتابه: {وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملاً} قال أمير المؤمنين عليه السلام: نعم كان عرشه على الماء حين لا أرض مدحية ولا سماء مبنية ولا صوت يسمع ولا عين تنبع ولا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا نجم يسري ولا قمر يجري ولا شمس تضيء وعرشه على الماء غير مستوحش إلى أحد من خلقه يمجد نفسه ويقدسها كما شاء أن يكون كان ثم بدا له أن يخلق الخلق فضرب بأمواج البحور فثار منها مثل الدخان كأعظم ما يكون من خلق الله فبنى بها سماءً رتقاً ثم دحا الأرض من موضع الكعبة وهي وسط الأرض فطبقت إلى البحار، ثم فتقها بالتبيان وجعلها سبعاً بعد إذ كانت واحدة ثم إستوى إلى السماء وهي دخان من ذلك الماء الذي أنشأ من تلك البحور فجعلها سبعاً طباقاً بكلمة التي لا يعلمها غيره، وجعل في كل سماء ساكناً من الملائكة خلقهم معصومين من نور من بحور عذبة.
وسئل الإمام علي، مما خلق السموات قال: من بخار الماء.
وسئل عن سماء الدنيا مما هي قال: من موج مكفوف.

التعليقات: 0

إرسال تعليق

تعديل