قلعة رعوم

تم بناؤها من قبل الجيش اليمني عندما غزا منطقة نجران عام 1348 هـ ، لاستخدامها كنقطة مراقبة واستكشاف، وتم اختيار جبل رعوم نظرًا لوضعه الاستراتيجي وصعوبة الوصول إليه، حيث يبلغ ارتفاعه 450 مترا..

هذه المدونة قيد الانشاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة، هذه المدونة قيد الانشاء، وهي مدونة تختص بمنطقة نجران وأهلها ومجتمعها، نأمل أن نقدم كل ماهو شيق ومفيد.

هذه المدونة قيد الانشاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة، هذه المدونة قيد الانشاء، وهي مدونة تختص بمنطقة نجران وأهلها ومجتمعها، نأمل أن نقدم كل ماهو شيق ومفيد.

قلعة رعوم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة، هذه المدونة قيد الانشاء، وهي مدونة تختص بمنطقة نجران وأهلها ومجتمعها، نأمل أن نقدم كل ماهو شيق ومفيد.

الموقع الالكتروني الرسمي لسياحة نجران

بامكانك تصفح الموقع الرسمي لهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لسياحة منطقة نجران .

المطبخ الشتوي النجراني بين الأصالة والقيمة الغذائية

المطبخ الشتوي النجراني بين الأصالة والقيمة الغذائية

نجران - واس  السبت 1438/3/18 هـ الموافق 2016/12/17 م 


لا يزال المطبخ النجراني محافظاً على العديد من الأكلات والأطباق الشتوية التراثية ومصدّراً لها، ولا يزال أهالي نجران يقبلون على هذه الأصناف بشكل مستمر في منازلهم خاصة في فصل الشتاء،في حين تُقدم بكل حفاوة وإكرام للضيوف، خاصة في وجبة الإفطار.
ويبرز كلا من البُر والذرة والسمن والعسل واللبن الطازج (لبن الغنم / لبن البقر / لبن الإبل) والمرق كمكونات أسياسية لأطباق الشتاء في نجران، وجميع هذه العناصر من الإنتاج المحلي في المنطقة منذ القدم وحتى اليوم، فالمزارع النجرانية تُنتج البُر "القمح" والذُرة، خاصة في المدينة على ضفاف وادي نجران الشهير، وكذلك المحافظات التابعة لها خصوصاً في حبونا وبدر الجنوب، فيما شكلت الثروة الحيوانية مصدراً للسمن واللبن ، كذلك العسل حيث يعمد الأهالي إلى تربيته في مناحل، أو بالبحث عنه في المناحل البرية التي يصنعها النحل بنفسه في هضاب وتلال نجران .
وتُعد أطباق "وِفْد السمن والعسل"، و"وِفْد السمن والمَحَض"، و"وِفْد السمن والرُبّ" و"الحريكة بالطماط"، و"المرضوفة" الأطباق الأبرز في فصل الشتاء، وتقدم في وجبتي الإفطار والعشاء.. حيث يتكون "وِفْد السمن والعسل" من البُر والسمن مع إضافة العسل، ويتكون "وِفْد السمن والمَحَض" من البُر والسمن مضافاً إليه اللبن الطازج، وقد يضيف إليه البعض حبّة البركة السوداء مطحونةً، ويتكون "وِفْد السمن والرُبّ" من البُر والسمن مضافاً إليه دبس التمر الذي يصبح سائلاً مثل العسل ويختلط بالسمن، في حين أن "الحريكة بالطماط" تتكون من البر والسمن مع الطماطم المهروسة المطبوخة مع بعض البهارات.
أما "المرضوفة" فتعد من أشهر الأطباق التي تقدم صباحاً، وهي مكونة من البُر والسمن، لكنها تقدم بشكل غريب وخاص، بحيث يوضع حجراً صغيراً ساخناً في حفرة السمن التي تقع في منتصف البر المكور والمحفور، بحيث يتغير لون السمن وتتكون بعض الزبدة السريعة مع غليان السمن بفعل الحجر الحار.
ومما يميز الأكلات النجرانية بوجه خاص، هو أنها ما زالت تُعدّ بالطريقة اليدوية رغم توفر الأجهزة الكهربائية في المنازل، حيث أن ربّات البيوت ما زلن يقمن بعجن الطحين بأيديهن، إذ أن البُر مكون رئيس في أغلب الأطباق الشتوية، وكذلك الذُرة، وسواء كان الإعداد على جمر النار، أو في تنور الحطب، أو في الأفران الغازية والكهربائية، فإن البُر يوضع على الصاج باليد، ويُنزع بعد نضجه باليد، ويتم هرسه في إناء خاص باليد أيضاً، وذلك عن من أجل تقطيعه إلى قطع كبيرة، أو تكويره بشكل شبه مخروطي في منتصف "المدهن" الحجري، بحيث يضاف إليه السمن والعسل، أو اللبن والسمن، أو غيرهما من مكونات الأطعمة الشتوية الأخرى.






أبناء نزار بن معد بن عدنان مع ملك نجران

يذخر التاريخ العربي بالعديد من قصص الفراسة و الفطنة و الذكاء , و هذه القصة من أشهر قصص الفراسة العربية , و هي قصة أبناء “نزار بن معد بن عدنان” مع ملك نجران “الأفعى الجرهمي” , و “نزار بن معد” هو الجد الثامن عشر لرسول الله , و يرتقي نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام , 

و ابناء "نزار" هم أربعة من الذكور , وهم مضر (الذي من نسله رسول الله) و إياد و ربيعة و أنمار , لما حضرت أباهم "نزار" الوفاة دعا أبناءه ليوصيهم فدعا اياداً وعنده جارية شمطاء (التي خالط بياض رأسها سواده) و قال: هذه الجارية الشمطاء وما أشببها لك ودعا أنماراً وهو في مجلس له وقال: هذه البدرة و المجلس وما اشبههما لك ودعا ربيعة وأعطاه حبالاً سوداً من شعر و قال: هذه وما اشبهها لك وأعطى مضر قبة حمراء و قال: هذه وما اشبهها لك ثم قال: وإن أشكل عليكم شئ ، فأتوا "الأفعى بن الأفعى الجرهمي" (وكان ملك نجران في ذلك الوقت) , فلما مات "نزار" ركبوا رواحلهم قاصدين "الأفعى" تنفيذا لوصية والدهم , فلما كانوا من نجران على مسافة يوم اذا هم بأثر بعير (الأبل) فقال إياد: انه أعور (يرى بعين واحده) فقال أنمار: وإنه لأبتر (مقطوع الذيل) فقال ربيعة: وإنه لأزْور (أعرج مائل الجسم) وقال مضر: وإنه لشارد لا يستقر (هارب هائم على وجهه) فلم يلبثوا حتى جاءهم راكب ، فلما وصلهم قال: هل رأيتم بعير ضال فوصفوه له كما تقدم (أعور , أبتر , أزور , شارد) فقال الراكب: إن هذه لصفته عينا، فأين بعيري؟ قالوا:مارأيناه فقال:أنتم أصحاب بعيري، وما أخطئتم من نعته شيئا فأكملو طريقهم ليحتكموا الى رأي الملك , فلما أناخوا بباب الأفعى و أستأذنوه و اذن لهم صاح الرجل بالباب ، فدعا به "الأفعى" وقال له ما تقول يا هذا؟ قال: أيها الملك، ذهب هؤلاء ببعيري فسألهم الأفعى عن شأنه فأخبروه فقال لإياد :مايدريك انه أعور؟ قال: رأيته قد لحس الكلأ من شق والشق الآخر وافر (يأكل العشب من ناحية دون الأخرى) وقال أنمار: رأيته يرمي بعره مجتمعا ولو كان أهلب لمصع به فعلمت انه أبتر (يخرج الروث متجمعا و ليس متفرقا يمينا و يسارا) وقال ربيعة: أثرُ احدى يديه ثابت أما الآخر فاسد فعلمت أنه أزور وقال مضر: رأيته يرعى الشقة من الأرض ثم يتعداها فيمر بالكلأ الغض فلا ينهش منه شيئا فعلمت انه شرود فقال الأفعى: صدقتم , وليسوا بأصحابك فالتمس بعيرك يا رجل ثم سألهم الأفعى عن نسبهم فأخبروه ، فرحب بهم وحيّاهم ، ثم قصوا عليه قصة أبيهم ، فقال لهم:كيف تحتاجون إليّ وأنتم على ما أرى ؟ قالوا: أمرنا بذلك أبونا ، فأمر خادم دار ضيافته أن يحسن ضيافتهم و يكثر مثواهم ، و أمر وصيفا له ان يلتزمهم ويحفظ كلامهم فأتاهم "القهرمان" بشهد (عسل) فأكلوه ، فقالوا: ما رأينا شهدا أطيب ولا أعذب منه فقال إياد: صدقتم لولا ان نحله في هامة جبّار ثم جاءهم بشاة مشوية ، فأكلوها واستطابوها ، فقال أنمار: صدقتم لولا انها غذيت بلبن كلبه ثم جاءهم بالشراب فاستحسنوه، فقال ربيعة: لولا ان كرمته نبتت على قبر ثم قالوا: ما رأينا منزلا أكرم قِرى ولا أخصب رَحْلاً من هذا الملك فقال مضر: صدقتم لولا انه لغير أبيه !!!

فذهب الغلام الى "الأفعى" فأخبره بكل ما سمع مما دار بينهم ، فدخل "الأفعى" على أمه فقال: أقسمت عليك الا أن تخبرينني من أبي؟؟؟ قالت: أنت "الأفعى" ابن الملك الأكبر ، قال حقا لتصدقينني , فلما ألح عليها قالت أي بني: إن الأفعى كان شيخا قد أُثقل ، فخشيت ان يخرج هذا الأمر عن أهل هذا البيت ، وكان عندنا شاب من أبناء الملوك اشتملت عليك منه ثم بعث الى "القهرمان" فقال: أخبرني عن الشهد الذي قدمته الى هؤلاء النفر ما خطبه ؟ قال: طلبت من صاحب المزرعة أن يأتيني بأطيب عسل عنده فدار جميع المناحل فلم يجد أطيب من هذا العسل الا أن النحل وضعه في جمجمة في كهف ، فوجدته لم يُر مثله قط فقدمته لهم فقال: وما هذه الشاه ؟ فقال: إني بعثت الى الراعي بأن يأتيني باسمن شاة عنده ، فبعث بها وسألته عنها فقال: انها أول ما ولدت من غنمي فماتت أمها وأنِست بجراء الكلبة ترضع معهم فلم أجد في غنمي مثلها فبعثت بها ثم بعث الى صاحب الشراب وسأله عن شأن الخمر فقال: هي كرمة غرستها على قبر أبيك فليس في بلاد العرب مثل شرابها فعجب الأفعى من القوم , ثم أحضرهم وسألهم عن وصية أبيهم فقال إياد: جعل لي خادمة شمطاء وما اشبهها، فقال الأفعى: انه ترك غنما برشاء (عليها بعض بقع بيضاء تخالط لونها) فهي لك ورعاؤها من الخدم وقال أنمار: جعل إليّ بدرة و مجلسه وما أشبهها , فقال: لك مارتك من الرقة و الأرض وقال ربيعة: جعل لي حبالا سودا وما اشبهها ، فقال ترك أبوك خيلا دهما (سوداء) وسلاحا فهي لك وما معها من موالي (فقالت العرب بعد ذلك ربيعة الفرس) وقال مضر: جعل لي قبة حمراء وما اشبهها ، قال ان أباك ترك ابلاً حمراء فهي لك (فقالت العرب بعد ذلك مضر الحمراء)
و أعطاهم ما لهم و أكرمهم , ثم رحلو عنه.


أستمع للقصة على اليوتيوب

مقال - من عاشر أهل نجران يوماً صار منهم

من عاشر أهل نجران يوماً صار منهم
الكاتب: أحمد بن علي الطالبي - نجران الآن

عندما تجتمع بساطة الطبيعة وأصالة القيم وسمو الأخلاق وكريم الطباع فتأكد أنك حينها في نجران ..

نعم تلك المدينة التي ما أن تختلط بأهلها وتعاشرهم تشعر وكأنك تعيش بينهم منذ زمن ، هناك تجد المعنى الحقيقي للتعايش والذي يعد الأصل في الحياة الإنسانية بين المجتمعات بعضها البعض ، من خلال عدة قواسم مشتركة تعمل في تفعيل التعايش الإيجابي دون اختزاله في مجال معين والذي يقوم على تبادل الود والاحترام وحفظ الحقوق بعيداً عن أي معايير أخرى ، هذا المعنى والذي للأسف أصبح مفقوداً في كثير من الأقطار مع الحاجة له ليعم الأمن والسلام ولتتحقق أحد المعاني السامية لتواجد البشرية على هذا الكوكب كما قال ربنا جل شأنه : “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا..” الآية

وكما يقال ليس من رأى كمن سمع ، فمن خلال فترة معايشة تفوق ال (20) عاماً لأبناء هذه المنطقة سواء في المراحل التعليمية أو الحياة اليومية وجدت المعنى الحقيقي لمفهوم التعايش متمثلاً بأخلاقهم بل ويُعد أحد القواسم الإيجابية المشتركة فيما بينهم دون النظر لأي اعتبارات أخرى ، وهم ممن يُجيد فن بناء الصورة الذهنية الإيجابية أو ما يسمى بخلق الانطباع الأولي دون تكلف أو تزييف .

والكثير منهم يحفظ لك ود اللحظة فربما تجمعك به لحظات بإحدى المناسبات فما أن تنتهي تلك اللحظات إلا وتجدك عرفت عنه ما كنت تحتاج لوقت أكثر لمعرفته ، وما أن تلتقي به ولو على سبيل الصدفة بأحد الأماكن سواء العامة أو الخاصة إلا وتجده يظهر لك جميل تلك اللحظات القصيرة التي سبق وأن جمعتكما معاً بابتسامة تشعر وكأنها تحمل في طياتها الكثير من عبارات التقدير والامتنان .كما أن تلك العلاقات لا تحتاج لوقت طويل لبنائها فربما تكون وليدة اللحظة بينما يدوم ودها وعطائها فترات أطول .

مقال - هنا أُحرق «أصحاب الأخدود»..

نجران: هنا أُحرق «أصحاب الأخدود».. وكتب «الثموديون» خطهم قبل أن يهلكوا


 «الحياة»
مضى على الآثار في الجزيرة العربية آلاف الأعوام، إلا أن زيارتها والتأمل في تفاصيلها التي أبدع القدامى في تصميمها وهندستها، معمارياً وعمرانياً، من أهم المتع التي يسافر من أجلها السياح.
وتحتضن منطقة نجران في السعودية كثير من المواقع الأثرية التي مرت عليها الحضارات وتركت أثراً لم يمح، ومن هذه المواقع:

الأخدود
تعد الأخدود (مدينة رقمات سابقاً) من أغنى المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية حالياً، لما تحويه من كتابات ونقوش على الأحجار التي يعود تاريخها إلى أكثر من 1750 عاماً. وترجع المدينة إلى «مملكة حمير» قبل 110 أعوام من الميلاد.
وورد اسم المدينة في القرآن الكريم في سورة «البروج»، في سياق قصة المحرقة التي ارتكبها آخر ملوك التبابعة (ذو نواس) في حق سكان نجران المؤمنين في الله، بعدما أساء معاملتهم وقتل الكثير منهم ظلماً (ترجح مصادر تاريخية أنها وقعت حوالى العام 520 ميلادية).
وتبلغ مساحة المدينة الأثرية خمسة كيلومترات مربعة، ولا تبعد أكثر من 15 كيلومتراً عن وسط نجران. وهي وجهة للسياح، إذ يتاح لهم التجوال من الصباح وحتى غروب الشمس في هذه المدينة التاريخية، من أجل رؤية «الأخدود» و«النقوش السبئية»، و«الرحى العظيمة» التي يبلغ قطرها حوالى مترين، وبارتفاع يبلغ حوالى المتر، والمنحوتة من «الغرانيت».
ونقبت وكالة الآثار والمتاحف في وزارة التعليم سابقاً ابتداءً من العام 1402هـ، في الأخدود لتكتشف في منطقة القلعة سوراً خارجياً كبيراً مشيداً من الحجارة المربعة ومزيناً من الأعلى بشرفات دفاعية، وداخله مبان حجرية، إضافة إلى كتابات ورسوم حيوانية. وتم الكشف أيضاً عن مقابر خارج القلعة.
وأظهرت التنقيبات الأثرية أن الموقع كان يعتمد على الزراعة، من خلال السدود وأنظمة الري التي وجدت بقاياها فيه، وأظهرت النقوش المكتشفة أن الموقع كان مركزاً هاماً لتجارة القوافل.

آبار حمى
وهي عبارة عن ست آبار متجاورة، كل بئر لها اسم مختلف وبعض هذه الآبار محفورة في الصخر. وتقع على بعد 150 كيلومتراً شمال نجران، ويعود عمر موقعها إلى سبعة آلاف عام.
وحفر الإنسان القديم هذه الآبار لتكون اليوم من أقدم المحطات الأثرية، والتي ما زالت تقدم الماء العذب، والذي كانت تشرب منه قديماً القوافل المتجهة إلى بلاد الهند واليمن في صحراء منطقة نجران.
ومنطقة الآبار هي موقع لأبرز الرسوم والنقوش الصخرية التي تحوي الرسوم الآدمية والحيوانية إلى جانب الكتابات بخط البادية المعروف بـ«الثمودي»، نسبة إلى قوم ثمود الذين وردت قصة هلاكهم في سور عدة من القرآن الكريم، إضافة إلى المسند الجنوبي والخط الكوفي. وتتوزع الكتابات في الجبال والكهوف، ويصل طول أحدها إلى ستة أمتار وتعود إلى مراحل حضارية مختلفة.

قلعة رعوم
تتربع القلعة على قمة جبل رعوم، وتطل على مركز الحضن في مدينة نجران. ويجذب منظر مدينة نجران ومزارعها وآثارها السياحية من قمة تلك القلعة الزوار من داخل المملكة وخارجها، ويقدر ارتفاعها بحوالى ألف متر. وبنيت القلعة من قطع الأحجار والطين، وسقّفت بخشب السدر والأثل والنخل. ويوجد أسفلها خزانات صخرية تم بناؤها بعناية تمتلئ بالماء أثناء هطول الأمطار.
ورممت الهيئة العامة للسياحة والآثار المنطقة أخيراً، وأعادت كل الأجزاء التي سقطت سابقاً. إضافة إلى تهيئة الطريق المؤدية إلى القلعة بإعادة ترميم الدرج الحجري ليخدم الزوار الذين يفدون على الموقع.

سوق الجنابي
يُعتبر من أهم الأسواق التراثية في المنطقة، ويتميز ببيع الجنابي (جمع جنبية) وهي الخناجر التي يتمنطق بها أهالي نجران في احتفالاتهم ومناسباتهم. وتكاد تكون المكون الرئيس للزي الرجالي في المنطقة، إذ يعود التمنطق بالجنبية إلى تاريخ ضارب في القدم، يصل إلى «مملكة حمير» التي هيمنت على نجران قبل الميلاد.
ويقع سوق الجنابي في حي أبا السعود التاريخي، ولا يقتصر على الجنابي فقط، بل يعرض المنتوجات الجلدية التي تميز أهالي المنطقة بصناعتها، مثل «المشراب» بلهجة أهل نجران، وهي القربة المصنوعة من الجلد. وما زال أهالي نجران لا سيما كبار السن يشربون الماء من خلال «المشراب» أو «المزادة».

قصر الإمارة
قصر الإمارة واحد من أروع نماذج العمارة التقليدية في الجزيرة العربية، ويقع وسط نجران في حي أبا السعود التاريخي على مساحة تقدر بحوالى 6 آلاف و252 متراً مربعاً.
وبني القصر العام 1361 في عهد الأمير تركي بن محمد الماضي، ليكون مقراً للإمارة ودوائر حكومية أخرى. ويوجد في القصر 65 غرفة، ومسجد، ومحاط بسور مرتفع مدعم بأبراج دائرية في أركانه الأربعة. إلا أنه تم إخلاء القصر في العام 1387 هجري، وترميمه في العام 1429 ليكون مقراً للحرفيين.
ويرجح أن البئر التي كانت تزود القصر بالماء تعود إلى فترة ما قبل الإسلام، ويدل على ذلك الجزء الأسفل منها المبني بالآجر الأحمر.

غابة سقام
تتميز هذه الغابة التي اخذت اسمها من جبل سقام، بأشجار السدر الطبيعية والسمر، إضافة إلى مسطحات خضراء وأماكن ترفيهية. وتضم الغابة واحداً من أكبر منتزهات الشرق الأوسط، وهو منتزه «الملك فهد الوطني»، الذي يشهد إقبالاً كبيراً من الزوار طول العام. ولا تبعد الغابة كثيراً عن منطقة «الأخدود».

قصر «العان » أو «سعدان»
سعدان هو الأسم الذي أطلق على القصر قبل 300 عام، أما اليوم فيسمى العان نسبة إلى القرية التي يوجد فيها. ويقع في الجهة الغربية على قمة أحد الجبال ويتميز بطراز معماري رائع، إذ تم بناؤه من الطين بنظام المداميك «العروق»، ويتكون من أربعة أدوار، ويحيط به سور طيني، ويوجد فيه أربعة أبراج وبوابة رئيسة. 

الشاعر أحمد محرم في بنو الحارث

الشاعر أحمد محرم في بنو الحارث


يا بني الحارث بن كعب سلام
أذهب الرجس عنكم الإسلام

جاءكم خالد بدعوة حق
فاستجبتم ما عابكم إحجام

عظمت نعمة النبي عليكم
فاعرفوا دينه وكيف يقام

كل ما تكره النفوس من البغي
وسوء الصنيع فيه حرام

لا يحل القتال إلا بحق
وهو حق مؤكد وذمام

أنتم القوم ما عليكم ملام
قضي الأمر واستراح الحسام

وعجيب إذا بدا الحق طلقا
أن تضل العقول والأحلام

يا بني الحارث بن كعب نزلتم
في حمى الله منزلا لا يرام

ها هنا ها هنا يطيب المقام
هذه يثرب وهذا الإمام

أرأيتم عز النبوة فيما
عرف الناس أو رأى الأقوام

لا النبيون أول الدهر نالوا
بعض هذا ولا الملوك العظام

قال وهو العليم إذ كلم القوم
ومن مثله يطيب الكلام

بم كنتم في الجاهلية تستع
لون بالنصر حين يحمى الصدام

فأجابوه ذلكم أننا كنا
جميعا تضمنا الأرحام

صادقي البأس للقلوب اتحاد
حين تمضي وللصفوف التئام

صخرة ما تطير أو تتفرى
إن تفرى الحصى وطار الرغام

ثم كنا لا نبدأ الناس بالظلم
نعاف الذي يعاف الكرام

نكره الشر قادرين ونأباه
وللشر في النفوس اضطرام

قال حقا لقد صدقتم
وما كان ليرجى للظالمين دوام

إن زيدا أميركم فاعرفوه
واستقيموا لكل أمر نظام

سنة الله ليس للقوم بد
من رئيس يلقى إليه الزمام

عد بخير يا ابن الحصين ونعمى
إنك اليوم للرئيس الهمام



سمونا لنجران اليماني - الفـرزدق

الفرزدق - بنو الحارث




سمونا لنجران اليماني وأهله
ونجران أرض لم تديث مقاوله

بمختلف الأصوات تسمع وسطه
كرز القطا لا يفقه الصوت قائله

لنا أمره لا تعرف البلق وسطه
كثير الوغى من كل حي قبائله

كأن بنات الحارثيين وسطهم
ظباء صريم لم تفرج غياطله

إذا حان منه منزل أوقدت به
لأخراه في أعلى اليفاع أوائله

تظل به الأرض الفضاء معضلا
وتجهر أسدام المياه قوابله

ترى عافيات الطير قد وثقت لها
بشبع من السخل العتاق منازله

إذا فزعوا هزوا لواء ابن حابس
ونادوا كريما خيمه وشمائله

سعى بترات للعشيرة أدركت حفيظة
ذي فضل على من يفاضله

فأدركها وازداد مجدا ورفعة وخيرا
وأحظى الناس بالخير فاعله

أرى أهل نجران الكواكب بالضحى
وأدرك فيهم كل وتر يحاوله

وصبح أهل الجوف والجوف آمن
بمثل الدبا، والدهر جم بلابله

فظل على همدان يوم أتاهم
بنحس نحوس، ظهره وأصائله

وكندة لم يترك لهم ذا حفيظة
ولا معقلا إلا أبيحت معاقله

وأهل حبونا من مراد تداركت
وجرما بواد خالط البحر ساحله

صبحناهم الجرد الجياد، كأنها
قطا أفزعته يوم طل أجادله

إلا إن ميراث الكليبي لابنه
إذا مات ربقا ثلة وحبائله

فأقبل على ربقي أبيك فإنما
لكل امرىء ما أورثته أوائله

تسربل ثوب اللؤم في بطن أمه
ذراعاه من أشهاده وأنامله

كما شهدت أيدي المجوس عليهم
بأعمالهم، والحق تبدو محاصله

عجبت لقوم يدعون إلى أبي
ويهجونني، والدهر جم مجاهله

فقلت له: رد الحمار، فإنه
أبوك لئيم، رأسه وجحافله

يسيل على شدقي جرير لعابه
كشلشال وطب ما تجف شلاشله

ليغمز عزا عسا عظم رأسه
قراسية كالفحل يصرف بازله

بناه لنا الأعلى، فطالت فروعه
فأعياك واشتدت عليك أسافله

فلا هو مسطيع أبوك ارتقاءه
ولا أنت عما قد بنى الله عادله

فإن كنت ترجو أن توازن دارما
فرم حضنا فانظر متى أنت ناقله

وأرسل يرجو ابن المراغة صلحنا
فرد ولم ترجع بنجح رسائله

ولاقى شديد الدرء مستحصد القوى
تفرق بالعصيان عنه عواذله

إلى كل حي قد خطبنا بناتهم
بأرعن مثل الطود جم صواهله

وأنتم عضاريط الخميس عتادكم
إذا ما غدا، أرباقه وحبائله

وإنا لمناعون تحت لوائنا حمانا
إذا ما عاذ بالسيف حامله

وقالت كليب قمشوا لأخيكم
ففروا به إن الفرزدق آكله

فهل أحد يا ابن المراغة هارب
من الموت، إن الموت لا بد نائله

فإني أنا الموت الذي هو ذاهب
بنفسك فانظر كيف أنت محاوله

أنا البدر يعشي طرف عينيك فالتمس
بكفيك ياابن الكلب هل أنت نائله

أتحسب قلبي خارجا من حجابه
إذا دف عباد أرنت جلاجله

فقلت، ولم أملك، أمال بن مالك
لأي بني ماء السماء جعائله

أفي قملي من كليب هجوته
أبو جهضم تغلي علي مراجله

أحارث داري مرتين هدمتها
وكنت ابن أخت لا تخاف غوائله

وأنت امرؤ بطحاء مكة لم يزل
بها منكم معطي الجزيل وفاعله

فقلنا له: لا تشمتن عدونا
ولا تنس من أصحابنا من نواصله

فقبلك ما أعييت كاسر عينه
زيادا، فلم تقدر علي حبائله

فأقسمت لا آتيه سبعين حجة
ولو نشرت عين القباع وكاهله

فما كان شيء كان مما نجنه
من الغش إلا قد أبانت شواكله

وقلت لهم: صبرا كليب، فإنه
مقام كظاظ لا تتم حوامله

فإن تهدموا داري، فإن أرومتي
لها حسب لا ابن المراغة نائله

أبي حسب عود رفيع وصخرة
إذا قرعت لم تستطعها معاوله

تصاغرت يا ابن الكلب لما رأيتني
مع الشمس في صعب عزيز معاقله

وقد منيت مني كليب بضيغم
ثقيل، على الحبلى جرير، كلاكله

شتيم المحيا، لا يخاتل قرنه
ولكنه بالصحصحان ينازله

هزبر، هريت الشدق، رئ بال غابة
إذا سار عزته يداه وكاهله

عزيز من اللائي ينازل قرنه
وقد ثكلته أمه من ينازله

وإن كليبا، إذ أتتني بعبدها
كمن غره حتى رأى الموت باطله

رجوا أن يردوا عن جرير بدرعه
نوافذ ما أرمي، وما أنا قائله

عجبت لراعي الضأن في حطمية
وفي الدرع عبد قد أصيبت مقاتله

وهل تلبس الحبلى السلاح وبطنها
إذا انتطقت عبء عليها تعادله

أفاخ وألقى الدرع عنه، ولم أكن
لألقي درعي من كمي أقاتله

ألست ترى يا ابن المراغة صامتا
لما أنت في أضعاف بطنك حامله

وقد علم الأقوام حولي وحولكم
بني الكلب أني رأس عز وكاهله

ألم تعلموا أني ابن صاحب صوأر
وعندي حساما سيفه وحمائله

تركنا جريرا وهو في السوق حابس
عطية، هل يلقى به من يبادله

فقالوا له رد الحمار، فإنه
أبوك لئيم رأسه وجحافله

وأنت حريص أن يكون مجاشع أباك
ولكن ابنه عنك شاغله

وما ألبسوه الدرع حتى تزيلت
من الخزي دون الجلد منه مفاصله

وهل كان إلا ثعلبا راض نفسه
بموج تسامى، كالجبال، مجاوله

ضغا ضغوة في البحر لما تغطمطت
عليه أعالي موجه وأسافله

فأصبح مطروحا وراء غثائه
بحيث التقى من ناجخ البحر ساحله

وهل أنت إن فاتتك مسعاة دارم
وما قد بنى، آت كليبا فقاتله

وقالوا لعباد أغثنا، وقد رأوا
شآبيب موت يقطر السم وابله

وما عند عباد لهم من كريهتي
رواح إذا ما الشر عضت رجائله

فخرت بشيخ لم يلدك ودونه أب
لك تخفي شخصه وتضائله

فلله عرضي، إن جعلت كريمتي
إلى صاحب المعزى الموقع كاهله

جبانا، ولم يعقد لسيف حمالة
ولكن عصام القربتين حمائله

يظل إليه الجحش ينهق إن علت
به الريح من عرفان من لا يزايله

له عانة أعفاؤها آلفاته
حمولته منها ومنها حلائله

موقعة أكتافها، من ركوبه
وتعرف بالكاذات، منها منازله

ألا تدعي إن كان قومك
لم تجد كريما لهم، إلا لئيما أوائله

ألا تفتري إذ لم تجد لك مفخرا
ألا ربما يجري مع الحق باطله

فتحمد ما فيهم، ولو كنت كاذبا
فيسمعه، يا ابن المراغة، جاهله

ولكن تدعى من سواهم إذا رمى
إلى الغرض الأقصى البعيد مناضله

فتعلم أن لو كنت خيرا عليهم
كذبت، وأخزاك الذي أنت قائله

تعاط مكان النجم، إن كنت طالبا
بني دارم، فانظر متى أنت نائله

فللنجم أدنى منهم أن تناله
عليك فأصلح زرب ما أنت آبله

ألم يك مما يرعد الناس أن ترى
كليبا تغنى بابن ليلى، تناضله

أبي مالك، ما من أب تعرفونه
لكم دون أعراق التراب يعادله

عجبت إلى خلق الكليبي علقت
يداه، ولم تشتد قبضا أنامله

فدونك هذي، فانتقضها، فإنها
شديد قوى أمراسها ومواصله

تعديل