قلعة رعوم

تم بناؤها من قبل الجيش اليمني عندما غزا منطقة نجران عام 1348 هـ ، لاستخدامها كنقطة مراقبة واستكشاف، وتم اختيار جبل رعوم نظرًا لوضعه الاستراتيجي وصعوبة الوصول إليه، حيث يبلغ ارتفاعه 450 مترا..

هذه المدونة قيد الانشاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة، هذه المدونة قيد الانشاء، وهي مدونة تختص بمنطقة نجران وأهلها ومجتمعها، نأمل أن نقدم كل ماهو شيق ومفيد.

هذه المدونة قيد الانشاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة، هذه المدونة قيد الانشاء، وهي مدونة تختص بمنطقة نجران وأهلها ومجتمعها، نأمل أن نقدم كل ماهو شيق ومفيد.

قلعة رعوم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة، هذه المدونة قيد الانشاء، وهي مدونة تختص بمنطقة نجران وأهلها ومجتمعها، نأمل أن نقدم كل ماهو شيق ومفيد.

مقال - من عاشر أهل نجران يوماً صار منهم

من عاشر أهل نجران يوماً صار منهم
الكاتب: أحمد بن علي الطالبي - نجران الآن

عندما تجتمع بساطة الطبيعة وأصالة القيم وسمو الأخلاق وكريم الطباع فتأكد أنك حينها في نجران ..

نعم تلك المدينة التي ما أن تختلط بأهلها وتعاشرهم تشعر وكأنك تعيش بينهم منذ زمن ، هناك تجد المعنى الحقيقي للتعايش والذي يعد الأصل في الحياة الإنسانية بين المجتمعات بعضها البعض ، من خلال عدة قواسم مشتركة تعمل في تفعيل التعايش الإيجابي دون اختزاله في مجال معين والذي يقوم على تبادل الود والاحترام وحفظ الحقوق بعيداً عن أي معايير أخرى ، هذا المعنى والذي للأسف أصبح مفقوداً في كثير من الأقطار مع الحاجة له ليعم الأمن والسلام ولتتحقق أحد المعاني السامية لتواجد البشرية على هذا الكوكب كما قال ربنا جل شأنه : “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا..” الآية

وكما يقال ليس من رأى كمن سمع ، فمن خلال فترة معايشة تفوق ال (20) عاماً لأبناء هذه المنطقة سواء في المراحل التعليمية أو الحياة اليومية وجدت المعنى الحقيقي لمفهوم التعايش متمثلاً بأخلاقهم بل ويُعد أحد القواسم الإيجابية المشتركة فيما بينهم دون النظر لأي اعتبارات أخرى ، وهم ممن يُجيد فن بناء الصورة الذهنية الإيجابية أو ما يسمى بخلق الانطباع الأولي دون تكلف أو تزييف .

والكثير منهم يحفظ لك ود اللحظة فربما تجمعك به لحظات بإحدى المناسبات فما أن تنتهي تلك اللحظات إلا وتجدك عرفت عنه ما كنت تحتاج لوقت أكثر لمعرفته ، وما أن تلتقي به ولو على سبيل الصدفة بأحد الأماكن سواء العامة أو الخاصة إلا وتجده يظهر لك جميل تلك اللحظات القصيرة التي سبق وأن جمعتكما معاً بابتسامة تشعر وكأنها تحمل في طياتها الكثير من عبارات التقدير والامتنان .كما أن تلك العلاقات لا تحتاج لوقت طويل لبنائها فربما تكون وليدة اللحظة بينما يدوم ودها وعطائها فترات أطول .

مقال - هنا أُحرق «أصحاب الأخدود»..

نجران: هنا أُحرق «أصحاب الأخدود».. وكتب «الثموديون» خطهم قبل أن يهلكوا


 «الحياة»
مضى على الآثار في الجزيرة العربية آلاف الأعوام، إلا أن زيارتها والتأمل في تفاصيلها التي أبدع القدامى في تصميمها وهندستها، معمارياً وعمرانياً، من أهم المتع التي يسافر من أجلها السياح.
وتحتضن منطقة نجران في السعودية كثير من المواقع الأثرية التي مرت عليها الحضارات وتركت أثراً لم يمح، ومن هذه المواقع:

الأخدود
تعد الأخدود (مدينة رقمات سابقاً) من أغنى المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية حالياً، لما تحويه من كتابات ونقوش على الأحجار التي يعود تاريخها إلى أكثر من 1750 عاماً. وترجع المدينة إلى «مملكة حمير» قبل 110 أعوام من الميلاد.
وورد اسم المدينة في القرآن الكريم في سورة «البروج»، في سياق قصة المحرقة التي ارتكبها آخر ملوك التبابعة (ذو نواس) في حق سكان نجران المؤمنين في الله، بعدما أساء معاملتهم وقتل الكثير منهم ظلماً (ترجح مصادر تاريخية أنها وقعت حوالى العام 520 ميلادية).
وتبلغ مساحة المدينة الأثرية خمسة كيلومترات مربعة، ولا تبعد أكثر من 15 كيلومتراً عن وسط نجران. وهي وجهة للسياح، إذ يتاح لهم التجوال من الصباح وحتى غروب الشمس في هذه المدينة التاريخية، من أجل رؤية «الأخدود» و«النقوش السبئية»، و«الرحى العظيمة» التي يبلغ قطرها حوالى مترين، وبارتفاع يبلغ حوالى المتر، والمنحوتة من «الغرانيت».
ونقبت وكالة الآثار والمتاحف في وزارة التعليم سابقاً ابتداءً من العام 1402هـ، في الأخدود لتكتشف في منطقة القلعة سوراً خارجياً كبيراً مشيداً من الحجارة المربعة ومزيناً من الأعلى بشرفات دفاعية، وداخله مبان حجرية، إضافة إلى كتابات ورسوم حيوانية. وتم الكشف أيضاً عن مقابر خارج القلعة.
وأظهرت التنقيبات الأثرية أن الموقع كان يعتمد على الزراعة، من خلال السدود وأنظمة الري التي وجدت بقاياها فيه، وأظهرت النقوش المكتشفة أن الموقع كان مركزاً هاماً لتجارة القوافل.

آبار حمى
وهي عبارة عن ست آبار متجاورة، كل بئر لها اسم مختلف وبعض هذه الآبار محفورة في الصخر. وتقع على بعد 150 كيلومتراً شمال نجران، ويعود عمر موقعها إلى سبعة آلاف عام.
وحفر الإنسان القديم هذه الآبار لتكون اليوم من أقدم المحطات الأثرية، والتي ما زالت تقدم الماء العذب، والذي كانت تشرب منه قديماً القوافل المتجهة إلى بلاد الهند واليمن في صحراء منطقة نجران.
ومنطقة الآبار هي موقع لأبرز الرسوم والنقوش الصخرية التي تحوي الرسوم الآدمية والحيوانية إلى جانب الكتابات بخط البادية المعروف بـ«الثمودي»، نسبة إلى قوم ثمود الذين وردت قصة هلاكهم في سور عدة من القرآن الكريم، إضافة إلى المسند الجنوبي والخط الكوفي. وتتوزع الكتابات في الجبال والكهوف، ويصل طول أحدها إلى ستة أمتار وتعود إلى مراحل حضارية مختلفة.

قلعة رعوم
تتربع القلعة على قمة جبل رعوم، وتطل على مركز الحضن في مدينة نجران. ويجذب منظر مدينة نجران ومزارعها وآثارها السياحية من قمة تلك القلعة الزوار من داخل المملكة وخارجها، ويقدر ارتفاعها بحوالى ألف متر. وبنيت القلعة من قطع الأحجار والطين، وسقّفت بخشب السدر والأثل والنخل. ويوجد أسفلها خزانات صخرية تم بناؤها بعناية تمتلئ بالماء أثناء هطول الأمطار.
ورممت الهيئة العامة للسياحة والآثار المنطقة أخيراً، وأعادت كل الأجزاء التي سقطت سابقاً. إضافة إلى تهيئة الطريق المؤدية إلى القلعة بإعادة ترميم الدرج الحجري ليخدم الزوار الذين يفدون على الموقع.

سوق الجنابي
يُعتبر من أهم الأسواق التراثية في المنطقة، ويتميز ببيع الجنابي (جمع جنبية) وهي الخناجر التي يتمنطق بها أهالي نجران في احتفالاتهم ومناسباتهم. وتكاد تكون المكون الرئيس للزي الرجالي في المنطقة، إذ يعود التمنطق بالجنبية إلى تاريخ ضارب في القدم، يصل إلى «مملكة حمير» التي هيمنت على نجران قبل الميلاد.
ويقع سوق الجنابي في حي أبا السعود التاريخي، ولا يقتصر على الجنابي فقط، بل يعرض المنتوجات الجلدية التي تميز أهالي المنطقة بصناعتها، مثل «المشراب» بلهجة أهل نجران، وهي القربة المصنوعة من الجلد. وما زال أهالي نجران لا سيما كبار السن يشربون الماء من خلال «المشراب» أو «المزادة».

قصر الإمارة
قصر الإمارة واحد من أروع نماذج العمارة التقليدية في الجزيرة العربية، ويقع وسط نجران في حي أبا السعود التاريخي على مساحة تقدر بحوالى 6 آلاف و252 متراً مربعاً.
وبني القصر العام 1361 في عهد الأمير تركي بن محمد الماضي، ليكون مقراً للإمارة ودوائر حكومية أخرى. ويوجد في القصر 65 غرفة، ومسجد، ومحاط بسور مرتفع مدعم بأبراج دائرية في أركانه الأربعة. إلا أنه تم إخلاء القصر في العام 1387 هجري، وترميمه في العام 1429 ليكون مقراً للحرفيين.
ويرجح أن البئر التي كانت تزود القصر بالماء تعود إلى فترة ما قبل الإسلام، ويدل على ذلك الجزء الأسفل منها المبني بالآجر الأحمر.

غابة سقام
تتميز هذه الغابة التي اخذت اسمها من جبل سقام، بأشجار السدر الطبيعية والسمر، إضافة إلى مسطحات خضراء وأماكن ترفيهية. وتضم الغابة واحداً من أكبر منتزهات الشرق الأوسط، وهو منتزه «الملك فهد الوطني»، الذي يشهد إقبالاً كبيراً من الزوار طول العام. ولا تبعد الغابة كثيراً عن منطقة «الأخدود».

قصر «العان » أو «سعدان»
سعدان هو الأسم الذي أطلق على القصر قبل 300 عام، أما اليوم فيسمى العان نسبة إلى القرية التي يوجد فيها. ويقع في الجهة الغربية على قمة أحد الجبال ويتميز بطراز معماري رائع، إذ تم بناؤه من الطين بنظام المداميك «العروق»، ويتكون من أربعة أدوار، ويحيط به سور طيني، ويوجد فيه أربعة أبراج وبوابة رئيسة. 

الشاعر أحمد محرم في بنو الحارث

الشاعر أحمد محرم في بنو الحارث


يا بني الحارث بن كعب سلام
أذهب الرجس عنكم الإسلام

جاءكم خالد بدعوة حق
فاستجبتم ما عابكم إحجام

عظمت نعمة النبي عليكم
فاعرفوا دينه وكيف يقام

كل ما تكره النفوس من البغي
وسوء الصنيع فيه حرام

لا يحل القتال إلا بحق
وهو حق مؤكد وذمام

أنتم القوم ما عليكم ملام
قضي الأمر واستراح الحسام

وعجيب إذا بدا الحق طلقا
أن تضل العقول والأحلام

يا بني الحارث بن كعب نزلتم
في حمى الله منزلا لا يرام

ها هنا ها هنا يطيب المقام
هذه يثرب وهذا الإمام

أرأيتم عز النبوة فيما
عرف الناس أو رأى الأقوام

لا النبيون أول الدهر نالوا
بعض هذا ولا الملوك العظام

قال وهو العليم إذ كلم القوم
ومن مثله يطيب الكلام

بم كنتم في الجاهلية تستع
لون بالنصر حين يحمى الصدام

فأجابوه ذلكم أننا كنا
جميعا تضمنا الأرحام

صادقي البأس للقلوب اتحاد
حين تمضي وللصفوف التئام

صخرة ما تطير أو تتفرى
إن تفرى الحصى وطار الرغام

ثم كنا لا نبدأ الناس بالظلم
نعاف الذي يعاف الكرام

نكره الشر قادرين ونأباه
وللشر في النفوس اضطرام

قال حقا لقد صدقتم
وما كان ليرجى للظالمين دوام

إن زيدا أميركم فاعرفوه
واستقيموا لكل أمر نظام

سنة الله ليس للقوم بد
من رئيس يلقى إليه الزمام

عد بخير يا ابن الحصين ونعمى
إنك اليوم للرئيس الهمام



سمونا لنجران اليماني - الفـرزدق

الفرزدق - بنو الحارث




سمونا لنجران اليماني وأهله
ونجران أرض لم تديث مقاوله

بمختلف الأصوات تسمع وسطه
كرز القطا لا يفقه الصوت قائله

لنا أمره لا تعرف البلق وسطه
كثير الوغى من كل حي قبائله

كأن بنات الحارثيين وسطهم
ظباء صريم لم تفرج غياطله

إذا حان منه منزل أوقدت به
لأخراه في أعلى اليفاع أوائله

تظل به الأرض الفضاء معضلا
وتجهر أسدام المياه قوابله

ترى عافيات الطير قد وثقت لها
بشبع من السخل العتاق منازله

إذا فزعوا هزوا لواء ابن حابس
ونادوا كريما خيمه وشمائله

سعى بترات للعشيرة أدركت حفيظة
ذي فضل على من يفاضله

فأدركها وازداد مجدا ورفعة وخيرا
وأحظى الناس بالخير فاعله

أرى أهل نجران الكواكب بالضحى
وأدرك فيهم كل وتر يحاوله

وصبح أهل الجوف والجوف آمن
بمثل الدبا، والدهر جم بلابله

فظل على همدان يوم أتاهم
بنحس نحوس، ظهره وأصائله

وكندة لم يترك لهم ذا حفيظة
ولا معقلا إلا أبيحت معاقله

وأهل حبونا من مراد تداركت
وجرما بواد خالط البحر ساحله

صبحناهم الجرد الجياد، كأنها
قطا أفزعته يوم طل أجادله

إلا إن ميراث الكليبي لابنه
إذا مات ربقا ثلة وحبائله

فأقبل على ربقي أبيك فإنما
لكل امرىء ما أورثته أوائله

تسربل ثوب اللؤم في بطن أمه
ذراعاه من أشهاده وأنامله

كما شهدت أيدي المجوس عليهم
بأعمالهم، والحق تبدو محاصله

عجبت لقوم يدعون إلى أبي
ويهجونني، والدهر جم مجاهله

فقلت له: رد الحمار، فإنه
أبوك لئيم، رأسه وجحافله

يسيل على شدقي جرير لعابه
كشلشال وطب ما تجف شلاشله

ليغمز عزا عسا عظم رأسه
قراسية كالفحل يصرف بازله

بناه لنا الأعلى، فطالت فروعه
فأعياك واشتدت عليك أسافله

فلا هو مسطيع أبوك ارتقاءه
ولا أنت عما قد بنى الله عادله

فإن كنت ترجو أن توازن دارما
فرم حضنا فانظر متى أنت ناقله

وأرسل يرجو ابن المراغة صلحنا
فرد ولم ترجع بنجح رسائله

ولاقى شديد الدرء مستحصد القوى
تفرق بالعصيان عنه عواذله

إلى كل حي قد خطبنا بناتهم
بأرعن مثل الطود جم صواهله

وأنتم عضاريط الخميس عتادكم
إذا ما غدا، أرباقه وحبائله

وإنا لمناعون تحت لوائنا حمانا
إذا ما عاذ بالسيف حامله

وقالت كليب قمشوا لأخيكم
ففروا به إن الفرزدق آكله

فهل أحد يا ابن المراغة هارب
من الموت، إن الموت لا بد نائله

فإني أنا الموت الذي هو ذاهب
بنفسك فانظر كيف أنت محاوله

أنا البدر يعشي طرف عينيك فالتمس
بكفيك ياابن الكلب هل أنت نائله

أتحسب قلبي خارجا من حجابه
إذا دف عباد أرنت جلاجله

فقلت، ولم أملك، أمال بن مالك
لأي بني ماء السماء جعائله

أفي قملي من كليب هجوته
أبو جهضم تغلي علي مراجله

أحارث داري مرتين هدمتها
وكنت ابن أخت لا تخاف غوائله

وأنت امرؤ بطحاء مكة لم يزل
بها منكم معطي الجزيل وفاعله

فقلنا له: لا تشمتن عدونا
ولا تنس من أصحابنا من نواصله

فقبلك ما أعييت كاسر عينه
زيادا، فلم تقدر علي حبائله

فأقسمت لا آتيه سبعين حجة
ولو نشرت عين القباع وكاهله

فما كان شيء كان مما نجنه
من الغش إلا قد أبانت شواكله

وقلت لهم: صبرا كليب، فإنه
مقام كظاظ لا تتم حوامله

فإن تهدموا داري، فإن أرومتي
لها حسب لا ابن المراغة نائله

أبي حسب عود رفيع وصخرة
إذا قرعت لم تستطعها معاوله

تصاغرت يا ابن الكلب لما رأيتني
مع الشمس في صعب عزيز معاقله

وقد منيت مني كليب بضيغم
ثقيل، على الحبلى جرير، كلاكله

شتيم المحيا، لا يخاتل قرنه
ولكنه بالصحصحان ينازله

هزبر، هريت الشدق، رئ بال غابة
إذا سار عزته يداه وكاهله

عزيز من اللائي ينازل قرنه
وقد ثكلته أمه من ينازله

وإن كليبا، إذ أتتني بعبدها
كمن غره حتى رأى الموت باطله

رجوا أن يردوا عن جرير بدرعه
نوافذ ما أرمي، وما أنا قائله

عجبت لراعي الضأن في حطمية
وفي الدرع عبد قد أصيبت مقاتله

وهل تلبس الحبلى السلاح وبطنها
إذا انتطقت عبء عليها تعادله

أفاخ وألقى الدرع عنه، ولم أكن
لألقي درعي من كمي أقاتله

ألست ترى يا ابن المراغة صامتا
لما أنت في أضعاف بطنك حامله

وقد علم الأقوام حولي وحولكم
بني الكلب أني رأس عز وكاهله

ألم تعلموا أني ابن صاحب صوأر
وعندي حساما سيفه وحمائله

تركنا جريرا وهو في السوق حابس
عطية، هل يلقى به من يبادله

فقالوا له رد الحمار، فإنه
أبوك لئيم رأسه وجحافله

وأنت حريص أن يكون مجاشع أباك
ولكن ابنه عنك شاغله

وما ألبسوه الدرع حتى تزيلت
من الخزي دون الجلد منه مفاصله

وهل كان إلا ثعلبا راض نفسه
بموج تسامى، كالجبال، مجاوله

ضغا ضغوة في البحر لما تغطمطت
عليه أعالي موجه وأسافله

فأصبح مطروحا وراء غثائه
بحيث التقى من ناجخ البحر ساحله

وهل أنت إن فاتتك مسعاة دارم
وما قد بنى، آت كليبا فقاتله

وقالوا لعباد أغثنا، وقد رأوا
شآبيب موت يقطر السم وابله

وما عند عباد لهم من كريهتي
رواح إذا ما الشر عضت رجائله

فخرت بشيخ لم يلدك ودونه أب
لك تخفي شخصه وتضائله

فلله عرضي، إن جعلت كريمتي
إلى صاحب المعزى الموقع كاهله

جبانا، ولم يعقد لسيف حمالة
ولكن عصام القربتين حمائله

يظل إليه الجحش ينهق إن علت
به الريح من عرفان من لا يزايله

له عانة أعفاؤها آلفاته
حمولته منها ومنها حلائله

موقعة أكتافها، من ركوبه
وتعرف بالكاذات، منها منازله

ألا تدعي إن كان قومك
لم تجد كريما لهم، إلا لئيما أوائله

ألا تفتري إذ لم تجد لك مفخرا
ألا ربما يجري مع الحق باطله

فتحمد ما فيهم، ولو كنت كاذبا
فيسمعه، يا ابن المراغة، جاهله

ولكن تدعى من سواهم إذا رمى
إلى الغرض الأقصى البعيد مناضله

فتعلم أن لو كنت خيرا عليهم
كذبت، وأخزاك الذي أنت قائله

تعاط مكان النجم، إن كنت طالبا
بني دارم، فانظر متى أنت نائله

فللنجم أدنى منهم أن تناله
عليك فأصلح زرب ما أنت آبله

ألم يك مما يرعد الناس أن ترى
كليبا تغنى بابن ليلى، تناضله

أبي مالك، ما من أب تعرفونه
لكم دون أعراق التراب يعادله

عجبت إلى خلق الكليبي علقت
يداه، ولم تشتد قبضا أنامله

فدونك هذي، فانتقضها، فإنها
شديد قوى أمراسها ومواصله

مقال - أصحاب الأخدود




تيسير خلف – عندما نتأمل بشكل عميق علاقة الاسلام مع الاديان الاخرى فسنجد أنموذجاً مشرقاً، ليس في تاريخنا فقط بل في تاريخ البشرية جمعاء، لا علاقة له بالجهلة والمتخلفين الذين يدعون زورا ويهتانا الانتماء للدين الاسلامي..

لقد اعتبر الرسول الكريم أن شهداء نجران هم شهداء الاسلام على الرغم من أنهم مسيحيون. ونزلت فيهم سورة في القرآن هي سورة البروج، وهم المشهورون في التراث الاسلامي بأصحاب الاخدود.

وقد منحهم الرسول الكريم عهداً ما تزال كتب التاريخ الاسلامي تتناقله بروايات مختلفة ملخصه أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير من بيعهم، وصلواتهم، ورهبانيتهم، وجوار الله ورسوله، لا يغير أسقف من أسقفيته، ولا راهب من رهبانيته، ولا كاهن من كهانته، ولا يغير حق من حقوقهم، ولا سلطانهم، ولا شئ مما كانوا عليه [على ذلك جوار الله ورسوله أبدا] ما نصحوا وصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين.
أما قصة اضطهادهم على يد الملك الحميري مسروق أو ذي النواس.. فترويها بتفصيل الوثائق السريانية، لأن نجران كانت أسقفية تابعة للكنيسة السريانية الارثوذكسية، ففي القرن الرابع الميلادي ضمت نجران إلى إيبارشية أسقفية أنشئت في قطر وذلك طبقاً لتاريخ الكنيسة السريانية وفى القرن الرابع أنشأ عبد يشوع الناسك السريانى جنوبى قطر ديراً باسم مارتوما.

وفى أوائل 523م لم ينصع النجرانيون للتهديدات التي شنها عليهم “مسروق” الذى ملك اليمن عام 523م، وعندما فشل في تهديدهم وصل به الأمر أن قام بتعديبهم، غير أنهم لم يبالوا بذلك الاضطهاد قائلين: “إننا نؤمن بأنه حقاً الإله وابن الإله” متعزين من أقوال القديسين فيلوكسينوس المنبجى وماريعقوب السروجى.

أدخل اليهود عظام الشهداء للكنيسة وكوّموها في الوسط، ثم أدخلوا القسوس والشمامسة والنذراء والنذيرات والشبان والشابات وملأوا الكنيسة عن آخرها حتى بلغ عددهم ألفين، ثم جاءوا بالحطب ووضعوه حول الكنيسة وأضرموا فيه النار فأحرقت الكنيسة ومن فيها. 

بعد احتراق الكنيسة أحضر الملك الأعيان والأشراف الذين وقفوا أمامه مكبلين فسألهم: “لماذا تمرّدتم ولم تسلّموا المدينة واتكلّتم على ذلك الساحر المضل ابن الفجور (يقصد السيد المسيح)، وعلى هذا الشيخ الحارث بن كعب الذي صار لكم رئيسًا؟” ثم قام الملك فنزع ثياب الحارث وأوقفه عريانًا أمام شعبه، وطلب منه أن يكفر بالسيد المسيح وإلا أماته أشر ميتة. ولما رفض الحارث وكل الشعب المجتمعين، ورأى الملك أنه لا سبيل لكفرهم بالمسيح أمر أن يُساقوا إلى الوادي حيث تُقطع رؤوسهم وتلقى أشلاؤهم، وجثا الشيخ على ركبتيه، وقد أمسك به رفاقه يسندون يديه كموسى في قمة الجبل، فضربه القاتل وجز رأسه، وهكذا استشهدوا جميعًا. 

أما عن تعداد هذا الاضطهاد يذكر الطبري المؤرخ نقلًا عن ابن اسحق، أن ذا نواس قتل من أهل حمير وقبائل اليمن المسيحيين ما يقرب من عشرين ألفًا، ولكن الوثائق السريانية التي سجلت هذا الاضطهاد، تقول أن عدد الشهداء بلغ 4000 نفس من الإكليروس والعلمانيون والشبان والشابات والرجال والنساء والأطفال. وهؤلاء الشهداء هم الذين عناهم القرآن بأنهم أصحاب الأخدود وجاء ذكرهم في سورة البروج وقد سمّاهم مؤمنين. 

وقد نظم يوحنا بسطوس رئيس دير قنسرين نشيداً كنسياً بالسريانية عنوانه: «فى الشهداء الحميريين القديسين الذين استشهدوا فى نجران» 

ومن الشهيدات النجرانيات أليشبع والتى كانت شماسة وعذبها اليهود وعملوا شبه إكليل من الطين ووضعوه على رأسها مستهزئين قائلين: “اقبلى إكليلك يا شماسة ابن النجارين”، وقد لاقت صنوفاً من العذاب حتى استشهدت وتهنه الشهيدة وابنتها والشهيدة مانحة، والشهيدة روهوم بنت أزمع…وغيرهم.

قصة هؤلاء الشهداء موثقة في أرشيف الكنيسة السريانية في دمشق، وكانت من محفوظات الكنيسة السريانية في القدس.. وقد نشرها البطريرك يعقوب الثالث في كتاب طبع في دمشق عام 1966 بعنوان “الشهداء الحميريون العرب في الوثائق السريانية”.

للعلم فإن أبرهة أتى إلى اليمن بمباركة من بيزنطة وبتكليف من نجاشي الحبشة ليخلص المسيحيين من اضطهاد الملك ذي النواس الذي اهتزت له أركان العالم المسيحي في ذلك الوقت.

ُسئل حكيم عن طبيعة البشر !!


سُئل حكيم عن طبيعة البشر؟ فأجاب : البشر!!
يملّون من الطفولة ، يسارعون ليكبروا ، ثم يتوقون ليعودوا أطفالاً ثانيةً، يضيّعون صحتهم ليجمعوا المال، ثم يصرفون المال ليستعيدوا الصحة'، يفكرون بالمستقبل بقلق، وينسَون الحاضر، فلا يعيشون الحاضر ولا المستقبل، يعيشون كما لو أنهم لن يموتوا أبداً، و يموتون كما لو أنهم لم يعيشوا أبداً.

مرّت لحظات صمت .... ثم سُئل : وما هي دروس الحياة التي على البشر أن يتعلّموها ؟ فأجاب قائلاَ:
ليتعلّموا أنهم لا يستطيعون جَعل أحدٍٍ يحبهم، كل ما يستطيعون فعله ... هو جَعل أنفسهم محبوبين. ليتعلموا ألاّ يقارنوا أنفسهم مع الآخرين. ليتعلموا التسامح ويجرّبوا الغفران. ليتعلموا أنهم قد يسبّبون جروحاً عميقةً لمن يحبون في بضع دقائق فقط، لكن قد يحتاجون لمداواتهم سنوات ٍطويلة. ليتعلموا أن الإنسان الأغنى ليس من يملك الأكثر، بل هو من يحتاج الأقل. ليتعلموا أن هناك أشخاص يحبونهم جداً ولكنهم لم يتعلموا كيف يظهروا أو يعبروا عن شعورهم. ليتعلموا أن شخصين يمكن أن ينظرا إلى نفس الشيء و يَرَيَانِه بشكلٍ مختلف. ليتعلموا أنه لا يكفي أن يسامح أحدهم الآخر، لكن عليهم أن يسامحوا أنفسهم أيضاً.

تعديل