قلعة رعوم

تم بناؤها من قبل الجيش اليمني عندما غزا منطقة نجران عام 1348 هـ ، لاستخدامها كنقطة مراقبة واستكشاف، وتم اختيار جبل رعوم نظرًا لوضعه الاستراتيجي وصعوبة الوصول إليه، حيث يبلغ ارتفاعه 450 مترا..

هذه المدونة قيد الانشاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة، هذه المدونة قيد الانشاء، وهي مدونة تختص بمنطقة نجران وأهلها ومجتمعها، نأمل أن نقدم كل ماهو شيق ومفيد.

هذه المدونة قيد الانشاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة، هذه المدونة قيد الانشاء، وهي مدونة تختص بمنطقة نجران وأهلها ومجتمعها، نأمل أن نقدم كل ماهو شيق ومفيد.

قلعة رعوم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة، هذه المدونة قيد الانشاء، وهي مدونة تختص بمنطقة نجران وأهلها ومجتمعها، نأمل أن نقدم كل ماهو شيق ومفيد.

خطبة البيان من أعظم الخطب للإمام علي عليه السلام

لما تولى الخلافة مولانا علي صلوات الله عليه أتى إلى البصرة، فرقى جامعها، وخطب الناس خطبة تذهل منها العقول، وتقشعر منها الجلود، فلما سمعوا منه ذلك أكثروا البكاء والنحيب وعلا الصراخ، قال: وكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد أسر إليه السر الخفي الذي بينه وبين الله عز وجل، فلأجل ذلك انتقل النور الذي كان في وجه رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى وجه علي بن أبي طالب «عليه السلام».قال: ومات النبي «صلى الله عليه وآله» في مرضه الذي أوصى فيه لعلي أمير المؤمنين «عليه السلام». وكان قد أوصى أمير المؤمنين «عليه السلام»: أن يخطب الناس خطبة البيان، فيها علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة.قال: فأقام أمير المؤمنين «عليه السلام» بعد موت النبي «صلى الله عليه وآله» صابرا على ظلم الأمة إلى أن قرب أجله، وحان وصاية النبي «صلى الله عليه وآله» بالخطبة التي تسمى خطبة البيان، فقام أمير المؤمنين «عليه السلام» بالبصرة ورقى المنبر، وهي آخر خطبة خطبها، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر  النبي «صلى الله عليه وآله»، فقال:أيها الناس، أنا وحبيبي محمد «صلى الله عليه وآله» كهاتين  وأشار بسبابته والوسطى  ولولا آية في كتاب الله لنبأتكم بما في السماوات والأرض وما في قعر هذا، فما يخفى علي منه شيء، ولا تعزب كلمة منه. وما أوحي إلي، بل هو علم علمنيه رسول الله «صلى الله عليه وآله».لقد أسر لي ألف مسألة، في كل مسألة ألف باب، وفي كل باب ألف نوع، فاسألوني قبل أن تفقدوني، اسألوني عما دون العرش أخبركم، ولولا أن يقول قائلكم: إن علي بن أبي طالب ساحر كما قيل في ابن عمي، لأخبرتكم بمواضع أحلامكم، وبما في غوامض الخزائن (المسائل)، ولأخبرتكم بما في قرار الأرض.وهذه هي خطبته التي خطب. وهي خطبة البيان:

النص الأول لخطبة البيان:
{بسم الله الرحمن الرحيم} الحمد لله بديع السماوات وفاطرها، وساطح المدحيات وقادرها، ومؤيد الجبال وساغرها، ومفجر العيون وباقرها، ومرسل الرياح وزاجرها، وناهي القواصف وآمرها، ومزين السماء وزاهرها، ومدبر الأفلاك ومسيرها، ومظهر البدور ونائرها، ومسخر السحاب وماطرها، ومقسم المنازل ومقدرها، [و] مدلج الحنادس وعاكرها، ومحدث الأجسام وقاهرها، ومنشئ السحاب ومسخرها، ومكور الدهور ومكررها، ومورد الأمور ومصدرها، وضامن الأرزاق ومدبرها، ومنشئ الرفات ومنشرها. أحمده على آلائه وتوافرها، وأشكره على نعمائه وتواترها، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة يؤدي الإسلام ذاكرها، ويؤمن من العذاب يوم الحساب ذاخرها، وأشهد أن محمدا عبده الخاتم لما سبق من الرسالة وفاخرها، ورسوله الفاتح لما استقبل من الدعوة وناشرها، أرسله إلى أمة قد شغل بعبادة الأوثان سايرها، واغتلطس بضلالة دعاة الصلبان ماهرها، وفخر بعمل الشيطان فاخرها، وهداها عن لسان قول العصيان طائرها، وألم بزخرف الجهالات والضلالات سوء ماكرها. فأبلغ رسول الله في النصيحة وساحرها، ومحا بالقرآن دعوة الشيطان ودامرها، وأرغم معاطس جهال العرب وأكابرها، حتى أصبحت دعوته بالحق ينطق ثامرها، واستقامت به دعوة العليا وطابت عناصرها.أيها الناس، سار المثل، وحقق العمل، وكثر الوجل، وقرب الأجل، ودنا الرحيل، ولم يبق من عمري إلا القليل، فاسألوني قبل أن تفقدوني.أيها الناس، أنا المخبر عن الكائنات، أنا مبين الآيات، أنا سفينة النجاة، أنا سر الخفيات، أنا صاحب البينات، أنا مفيض الفرات، أنا معرب التوراة، أنا المؤلف للشتات، أنا مظهر المعجزات، أنا مكلم الأموات، أنا مفرج الكربات، أنا محلل المشكلات، أنا مزيل الشبهات، أنا ضيغم الغزوات، أنا مزيل المهمات، أنا آية المختار، أنا حقيقة الأسرار، أنا الظاهر علي حيدر الكرار، أنا الوارث علم المختار، أنا مبيد الكفار، أنا أبو الأئمة الأطهار.أنا قمر السرطان، أنا شعر الزبرقان، أنا أسد الشرة، أنا سعد الزهرة، أنا مشتري الكواكب، أنا زحل الثواقب، أنا عين الشرطين، أنا عنق السبطين، أنا حمل الإكليل، أنا عطارد التعطيل، أنا قوس العراك، أنا فرقد السماك، أنا مريخ الفرقان، أنا عيون الميزان، أنا ذخيرة الشكور، أنا مصحح الزبور، أنا مؤول التأويل، أنا مصحف الإنجيل، أنا فصل الخطاب، أنا أم الكتاب، أنا منجد البررة، أنا صاحب البقرة، أنا مثقل الميزان، أنا صفوة آل عمران، أنا علم الأعلام، وأنا جملة الأنعام، أنا خامس الكساء، أنا تبيان النساء، أنا صاحب الأعراف، أنا مبيد الأسلاف، أنا مدير الكرم، أنا توبة الندم، أنا الصاد والميم، أنا سر إبراهيم، أنا محكم الرعد، أنا سعادة الجد، أنا علانية المعبود، أنا مستنبط هود، أنا نحلة الخليل، أنا آية بني إسرائيل، أنا مخاطب الكهف، أنا محبوب الصحف، أنا الطريق الأقوم، أنا موضح مريم، أنا السورة لمن تلاها، أنا تذكرة آل طه.أنا ولي الأصفياء، أنا الظاهر مع الأنبياء، أنا مكرر الفرقان، أنا آلاء الرحمن، أنا محكم الطواسين، أنا إمام آل ياسين، أنا حاء الحواميم، أنا قسم ألم، أنا سائق الزمر، أنا آية القمر، أنا راقب المرصاد، أنا ترجمة صاد، أنا صاحب الطور، أنا باطن السرور، أنا عتيد قاف، أنا قارع الأحقاف.أنا مرتب الصافات، أنا ساهم الذاريات، أنا سورة الواقعة، أنا العاديات والقارعة، أنا نون والقلم، أنا مصباح الظلم، أنا مؤلف، أنا مؤول القرآن، أنا مبين البيان، أنا صاحب الأديان، أنا ساقي العطشان، أنا عقد الإيمان، أنا قسيم الجنان، أنا كيوان الإمكان، أنا تبيان الامتحان، أنا الأمان من النيران، أنا حجة الله على الإنس والجان، أنا أبو الأئمة الأطهار، أنا أبو المهدي القائم في آخر الزمان.

الثقة قافله تحملك للأمام و ...

قال الإما­م علي بن ابي طالب عليه السلام:

النوم : سلطان لايرفض له أمر..
الجوع : كافر لا يرحم أحدا..
الهم : سيف بارد في الضلوع الدافئة..
الثقة : قافله تحملك للأمام..
السكوت : ذهب..
القناعة : كنز لا يفنى..
الحقد : اشتعال دون نار ولا دخان..
التشمت : مقدار نقص الثقة بالنفس..
الغرور : قباحة المنظر و المعشر..
الصدق : مفتاح لأقسى القلوب..
الظلم : ظلمات..
الخيانة : نهاية..
التسامح : بداية..
الصداقة : عملة نادر..
الخوف : كما الغرق في بركة دون ماء..
الشوق : دفء..
الأمانة : رسالة إنسانية..
الرحمة : من صفات الله التي أهداها البشر..
البخل : حفظ الممتلكات لللصوص..
الغضب : مفتاح الجنون..
الكراهية : فشل القلب..
التشاؤم : نقص الايمان بالله..
الصبر : مفتاح الفرج ..


مستحبات الأعمال حسب أيام الأسبوع

الإبداع البلاغي للإمام علي عليه السلام في قصيدة شعرية تبين ترتيب مستحبات الأعمال حسب أيام الأسبوع

لنعم اليوم يوم السبت حقا
لصيد إن أردت بلا امتراء

وفي الأحد البناء لأن فيه
تبدى الله في خلق السماء

وفي الإثنين إن سافرت فيه
ستظفر بالنجاح وبالثراء

ومن يرد الحجامة فالثلاثا
ففي ساعاته سفك الدماء

وإن شرب امرؤ يوما دواء
فنعم اليوم يوم الأربعاء

وفي يوم الخميس قضاء حاج
ففيه الله يأذن بالدعاء

وفي الجمعات تزويج وعرس
ولذات الرجال مع النساء

وهذا العلم لا يعلمه إلا
نبي أو وصي الأنبياء

حكم وأقوال للامام علي في صفحة 🍃


[ حكم وأقوال الامام علي عليه السلام 👍]





الفتاة الي إختطفها الجآن


حدثني الشعبي أن زياد بن النضر الحارثي ، حدثه ، قال : كنا على غدير لنا في الجاهلية ، ومعنا رجل من الحي يقال له : عمرو بن مالك ، معه بنية له شابة ، على ظهرها ذؤابة ، فقال لها أبوها : خذي هذه الصحيفة ، وائت الغدير ، فجيئينا بشيء من مائه ، فانطلقت ، فواقفها عليه جان فاختطفها ، فذهب بها ، فلما فقدناها نادى أبوها في الحي ، فخرجنا على كل صعب وذلول ، وقصدنا كل شعب ونقب ، فلم نجد لها أثرا ، ومضت على ذلك السنون ، حتى كان زمن عمر بن الخطاب ، فإذا هي قد جاءت ، وقد عفا شعرها وأظفارها ، وتغيرت حالها ، فقال لها أبوها : أي بنية ، أين كنت ؟ وقام إليها يقبلها ، ويشم ريحها ، فقالت : يا أبة ، أتذكر ليلة الغدير ؟ قال : نعم ، قالت : فإنه وافقني عليه جان فاختطفني ، فذهب بي ، فلم أزل فيهم حتى إذا كان الآن غزا هو وأهله قوما مشركين ، أو غزاهم قوم مشركون ، فجعل لله عليه نذرا إن هم ظفروا بعدوهم أن يعتقني ويردني إلى أهلي فظفروا ، فحملني فأصبحت عندكم ، وقد جعل بيني وبينه إمارة ، إن احتجت إليه أن أولول بصوتي ، فإنه يحضرني ، قال : فأخذ أبوها من شعرها ، وأظفارها ، وأصلح من شأنها ، وزوجها رجلا من أهله ، فوقع بينها وبينه ذات يوم ما يقع بين المرأة وبعلها ، فعيرها ، وقال : يا مجنونة ، والله إن نشأت إلا في الجن ، فصاحت وولولت بأعلى صوتها ، فإذا هاتف يهتف : يا معشر بني الحارث ، اجتمعوا وكونوا حيا كراما فاجتمعنا ، فقلنا : ما أنت يرحمك الله ؟ فإنا نسمع صوتا ، ولا نرى شخصا ، فقال : أنا راب فلانة ، رعيتها في الجاهلية بحسبي ، وصنتها في الإسلام بديني ، والله إن نلت منها محرما قط ، واستغاثت في هذا الوقت ، فحضرت فسألتها عن أمرها ، فزعمت أن زوجها عيرها بأن كانت فينا ، ووالله لو كنت تقدمت إليه لفقأت عينه ، قال : فقلنا : يا عبد الله ، لك الحباء والجزاء والمكافأة ، فقال : ذاك إليه ، يعني : الزوج ، قال : فقامت إليه عجوز من الحي ، فقالت : أسألك عن شيء ، قال : سلي ، قالت : إن لي بنية عروسا ، أصابتها أحصبة ، فتمزق رأسها ، وقد أخذتها حمى الربع ، فهل لها من دواء ؟ قال : نعم ، اعهدي إلى ذباب الماء الطويل القوائم ، الذي يكون على أفواه الأنهار ، فخذي منها واحدة ، فاجعليه في سبعة ألوان ، عهن من أصفرها ، وأحمرها ، وأخضرها ، وأسودها ، وأبيضها ، وأكحلها ، وأزرقها ، ثم أفتلي ذلك الصوف بأطراف أصابعك ، ثم اعقديه على عضدها اليسرى ، ففعلت أمها ذلك ، فكأنما نشطت من عقال . .

إقتباسات للإمام علي عليه السلام ” “


 إقتباسات متنوعة لامير المؤمنين
علي عليه السلام


الحمد لله الذي لايبلغ مدحته القائلون، ولا يحصي نعماءه العادون ...

الأرض لآتنسى جباه الساجدين والليل لاينسى...

ما هو الواجب ، وما هو الأوجب؟ وما هو ...

أتى يهودي الى الامام علي فقال ...

‏خمس يعرفن بخمس، الشجرة تعرف من ثمارها و...

دع الحرص على الدنيا وفي...

لا تشكي من الايام فليس...

وصايا الامام لخاصتة والمؤمنين ...

و للمرء أربع ساعات، ساعة يحاسب فيها...

إياكم ومعاداة الرجال فانهم...

ما أعظم جنود الله ؟...

أمور تورث الفقر للعبد ...

قصة سيدنا سليمان عليه السلام

قصة سيدنا سليمان عليه السلام

آتاه الله العلم والحكمة وعلمه منطق الطير والحيوانات وسخر له الرياح والجن، وكان له قصة مع الهدهد حيث أخبره أن هناك مملكة باليمن يعبد أهلها الشمس من دون الله فبعث سليمان إلى ملكة سبأ يطلب منها الإيمان ولكنها أرسلت له الهدايا فطلب من الجن أن يأتوا بعرشها فلما جاءت ووجدت عرشها آمنت بالله.

سيرته عليه السلام :
(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ) ورثه في النبوة والملك.. ليس المقصود وراثته في المال، لأن الأنبياء لا يورثون. إنما تكون أموالهم صدقة من بعدهم للفقراء والمحتاجين، لا يخصون بها أقربائهم. قال محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم: "نحن معشر الأنبياء لا نورث".

ملك سليمان:
لقد آتى الله سليمان –عليه السلام- ملكا عظيما، لم يؤته أحدا من قبله، ولن يعطه لأحد من بعده إلى يوم القيامة. فقد استجاب الله تعالى لدعوة سليمان (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي). لنتحدث الآن عن بعض الأمور التي سخرها الله لنبيه سليمان عليه السلام. لقد سخر له أمرا لم يسخره لأحد من قبله ولا بعده.. سخر الله له "الجن". فكان لديه –عليه السلام- القدرة على حبس الجن الذين لا يطيعون أمره، وتقييدهم بالسلاسل وتعذيبهم. ومن يعص سليمان يعذبه الله تعالى. لذلك كانوا يستجيبون لأوامره، فيبنون له القصور، والتماثيل –التي كانت مباحة في شرعهم- والأواني والقدور الضخمة جدا، فلا يمكن تحريكها من ضخامتها. وكانت تغوص له في أعماق البحار وتستخرج اللؤلؤ والمرجان والياقوت..
وسخر الله لسليمان –عليه السلام- الريح فكانت تجري بأمره. لذلك كان يستخدمها سليمان في الحرب. فكان لديه بساطا خشبيا ضخم جدا، وكان يأمر الجيش بأن يركب على هذا الخشب، ويأمر الريح بأن ترفع البساط وتنقلهم للمكان المطلوب. فكان يصل في سرعة خارقة.

ومن نعم الله عليه، إسالة النحاس له. مثلما أنعم على والده داود بأن ألان له الحديد وعلمه كيف يصهره.. وقد استفاد سليمان من النحاس المذاب فائدة عظيمة في الحرب والسلم. ونختم هذه النعم بجيش سليمان عليه السلام. كان جيشه مكون من: البشر، والجن، والطيور. فكان يعرف لغتها.

سليمان والخيل:
كان سليمان –عليه السلام- يحب الخيل كثيرا، خصوصا ما يسمى (بالصافنات)، وهي من أجود أنواع الخيول وأسرعها. وفي يوم من الأيام، بدأ استعراض هذه الخيول أمام سليمان عصرا، وتذكر بعد الروايات أن عددها كان أكثر من عشرين ألف جواد، فأخذ ينظر إليها ويتأمل فيها، فطال الاستعراض، فشغله عن ورده اليومي في ذكر الله تعالى، حتى غابت الشمس، فانتبه، وأنب نفسه لأن حبه لهذه الخيول شغله عن ذكر ربه حتى غابت الشمس، فأمر بإرجاع الخيول له (فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ). وجاءت هنا روايتان كلاهما قوي. رواية تقول أنه أخذ السيف وبدأ بضربها على رقابها وأرجلها، حتى لا ينشغل بها عن ذكر الله. ورواية أخرى تقول أنه كان يمسح عليها ويستغفر الله عز وجل، فكان يمسحها ليرى السقيم منها من الصحيح لأنه كان يعدّها للجهاد في سبيل الله.

ابتلاء سليمان:
ورغم كل هذه النعم العظيمة والمنح الخاصة، فقد فتن الله تعالى سليمان.. اختبره وامتحنه، والفتنة امتحان دائم، وكلما كان العبد عظيما كان امتحانه عظيما. اختلف المفسرون في فتنة سليمان عليه السلام. ولعل أشهر رواية عن هذه الفتنة هي نفسها أكذب رواية.. قيل إن سليمان عزم على الطواف على نسائه السبعمائة في ليلة واحدة، وممارسة الحب معهن حتى تلد كل امرأة منهن ولدا يجاهد في سبيل الله، ولم يقل سليمان إن شاء الله، فطاف على نسائه فلم تلد منهن غير امرأة واحدة.. ولدت طفلا مشوها ألقوه على كرسيه.. والقصة مختلقة من بدايتها لنهايتها، وهي من الإسرائيليات الخرافية. وحقيقة هذه الفتنة ما ذكره الفخر الرازي. قال: إن سليمان ابتلي بمرض شديد حار فيه الطب. مرض سليمان مرضا شديدا حار فيه أطباء الإنس والجن.. وأحضرت له الطيور أعشابا طبية من أطراف الأرض فلم يشف، وكل يوم كان المرض يزيد عليه حتى أصبح سليمان إذا جلس على كرسيه كأنه جسد بلا روح.. كأنه ميت من كثرة الإعياء والمرض.. واستمر هذا المرض فترة كان سليمان فيها لا يتوقف عن ذكر الله وطلب الشفاء منه واستغفاره وحبه.. وانتهى امتحان الله تعالى لعبده سليمان، وشفي سليمان.. عادت إليه صحته بعد أن عرف أن كل مجده وكل ملكه وكل عظمته لا تستطيع أن تحمل إليه الشفاء إلا إذا أراد الله سبحانه.. هذا هو الرأي الذي نرتاح إليه، ونراه لائقا بعصمة نبي حكيم وكريم كسليمان..

ويذكر لنا القرآن الكريم مواقف عدة، تتجلى لنا فيها حكمة سليمان –عليه السلام- ومقدرته الفائقة على استنتاج الحكم الصحيح في القضايا المعروضه عليه. ومن هذه القصص ما حدث في زمن داود –عليه السلام- قال تعالى:
وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا

جلس داود كعادته يوما يحكم بين الناس في مشكلاتهم.. وجاءه رجل صاحب حقل ومعه رجل آخر.. وقال له صاحب الحقل: سيدي النبي.. إن غنم هذا الرجل نزلت حقلي أثناء الليل، وأكلت كل عناقيد العنب التي كانت فيه.. وقد جئت إليك لتحكم لي بالتعويض.. قال داود لصاحب الغنم: هل صحيح أن غنمك أكلت حقل هذا الرجل؟ قال صاحب الغنم: نعم يا سيدي.. قال داود: لقد حكمت بأن تعطيه غنمك بدلا من الحقل الذي أكلته. قال سليمان.. وكان الله قد علمه حكمة تضاف إلى ما ورث من والده: عندي حكم آخر يا أبي.. قال داود: قله يا سليمان..قال سليمان: أحكم بأن يأخذ صاحب الغنم حقل هذا الرجل الذي أكلته الغنم.. ويصلحه له ويزرعه حتى تنمو أشجار العنب، وأحكم لصاحب الحقل أن يأخذ الغنم ليستفيد من صوفها ولبنها ويأكل منه، فإذا كبرت عناقيد الغنم وعاد الحقل سليما كما كان أخذ صاحب الحقل حقله وأعطى صاحب الغنم غنمه.. قال داود: هذا حكم عظيم يا سليمان.. الحمد لله الذي وهبك الحكمة. ومنها ما جاء في الحديث الصحيح: حَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنِى شَبَابَةُ حَدَّثَنِى وَرْقَاءُ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « بَيْنَمَا امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا . فَقَالَتْ هَذِهِ لِصَاحِبَتِهَا إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ أَنْتِ . وَقَالَتِ الأُخْرَى إِنَّما ذَهَبَ بِابْنِكِ . فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ فَأَخْبَرَتَاهُ فَقَالَ ائْتُونِى بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَكُمَا . فَقَالَتِ الصُّغْرَى لاَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هُوَ ابْنُهَا . فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى ». قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ قَطُّ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ مَا كُنَّا نَقُولُ إِلاَّ الْمُدْيَةَ.

سليمان والنملة:
قال تعالى: وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَـتَّى إِذا أتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) (النمل)
يقول العلماء "ما أعقلها من نملة وما أفصحها". (يَا) نادت، (أَيُّهَا) نبّهت، (ادْخُلُوا) أمرت، (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ) نهت، (سُلَيْمَانُ) خصّت، (وَجُنُودُهُ) عمّت، (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) اعتذرت. سمع سليمان كلام النملة فتبسم ضاحكا من قولها.. ما الذي تتصوره هذه النملة! رغم كل عظمته وجيشه فإنه رحيم بالنمل.. يسمع همسه وينظر دائما أمامه ولا يمكن أبدا أن يدوسه.. وكان سليمان يشكر الله أن منحه هذه النعمة.. نعمة الرحمة ونعمة الحنو والشفقة والرفق.

قصة سليمان والنملة:
‏​‏​‏​‏​​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​‏​​ذكروا أن سليمان عليه السلام كان جالساً على شاطيء بحر , فبصر بنملة تحمل حبة قمح تذهب بها نحو البحر , فجعل سليمان عليه السلام ينظر إليها حتى بلغت الماء فإذا بضفدعة قد أخرجت رأسها من الماء ففتحت فمها , فدخلت النملة وغاصت الضفدعة في البحر ساعة طويلة وسليمان يتفكر في ذلك متعجباً. ثم أنها خرجت من الماء وفتحت فمها فخرجت النملة ولم يكن معها الحبة. فدعاها سليمان عليه السلام وسألها وشأنها وأين كانت ؟ فقالت : يا نبي الله إن في قعر البحر الذي تراه صخرة مجوفة وفي جوفها دودة عمياء وقد خلقها الله تعالى هنالك , فلا تقدرأن تخرج منها لطلب معاشها , وقد وكلني الله برزقها فأنا أحمل رزقها وسخرالله تعالى هذه الضفدعة لتحملني فلا يضرني الماء في فمها , وتضع فمها على ثقب الصخرة وأدخلها , ثم إذا أوصلت رزقها إليها وخرجت من ثقب الصخرة إلى فمها فتخرجني من البحر. فقال سليمان عليه السلام : وهل سمعت لها من تسبيحة ؟ قالت نعم , إنها تقول: (يا من لا تنساني في جوف هذه الصخرة تحت هذه اللجة، برزقك، لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك).

إن من لا ينسى دودة عمياء في جوف صخرة صمّاء، تحت مياه ظلماء، كيف ينسى الإنسان؟
فعلى الإنسان أن لا يتكاسل عن طلب رزقه أو يتذمر من تأخر وصوله فالله الذي خلق الانسان أدرى بما هو أصلح لحاله وكفيل بأن يرزقه من عنده سبحانه.

سليمان عليه السلام وبلقيس ملكة سبأ:
جاء يوم.. وأصدر سليمان أمره لجيشه أن يستعد.. بعدها، خرج سليمان يتفقد الجيش، ويستعرضه ويفتش عليه.. فاكتشف غياب الهدهد وتخلفه عن الوقوف مع الجيش، فغضب وقرر تعذيبه أو قتله، إلا إن كان لديه عذر قوي منعه من القدوم. فجاء الهدهد ووقف على مسافة غير بعيدة عن سليمان –عليه السلام- (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) وانظروا كيف يخاطب هذا الهدهد أعظم ملك في الأرض، بلا إحساس بالذل أو المهانة، ليس كما يفعل ملوك اليوم لا يتكلم معهم أحد إلا ويجب أن تكون علامات الذل ظاهرة عليه. فقال الهدهد أن أعلم منك بقضية معينة، فجئت بأخبار أكيدة من مدينة سبأ باليمن. (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً) بلقيس (تَمْلِكُهُمْ) تحكمهم (وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ) أعطاها الله قوة وملكا عظيمين وسخّر لها أشياء كثيرة (وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) وكرسي الحكم ضخم جدا ومرصّع بالجواهر (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ) وهم يعبدون الشمس (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ) أضلهم الشيطان (فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ) يسجدون للشمس ويتركون الله سبحانه وتعالى (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) وذكر العرش هنا لأنه ذكر عرش بلقيس من قبل، فحتى لا يغترّ إنسان بعرشها ذكر عرش الله سبحانه وتعالى. فتعجب سليمان من كلام الهدهد، فلم يكن شائعا أن تحكم المرأة البلاد، وتعجب من أن قوما لديهم كل شيء ويسجدون للشمس، وتعجب من عرشها العظيم، فلم يصدق الهدهد ولم يكذبه إنما (قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) وهذا منتهى العدل والحكمة. ثم كتب كتابا وأعطاه للهدهد وقال له: (اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ) ألق الكتاب عليهم وقف في مكان بعيد يحث تستطيع سماع ردهم على الكتاب.
يختصر السياق القرآني في سورة النمل ما كان من أمر ذهاب الهدهد وتسليمه الرسالة، وينتقل مباشرة إلى الملكة، وسط مجلس المستشارين، وهي تقرأ على رؤساء قومها ووزرائها رسالة سليمان..
قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) (النمل)

خطاب الملك سليمان لملكة سبأ..
إنه يأمر في خطابه أن يأتوه مسلمين.. هكذا مباشرة.. إنه يتجاوز أمر عبادتهم للشمس.. ولا يناقشهم في فساد عقيدتهم.. ولا يحاول إقناعهم بشيء.. إنما يأمر فحسب.. أليس مؤيدا بقوة تسند الحق الذي يؤمن به..؟ لا عليه إذن أن يأمرهم بالتسليم.. كان هذا كله واضحا من لهجة الخطاب القصيرة المتعالية المهذبة في نفس الوقت.. طرحت الملكة على رؤساء قومها الرسالة.. وكانت عاقلة تشاورهم في جميع الأمور: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ). 
كان رد فعل الملأ وهم رؤساء قومها التحدي.. أثارت الرسالة بلهجتها المتعالية المهذبة غرور القوم، وإحساسهم بالقوة، أدركوا أن هناك من يتحداهم ويلوح لهم بالحرب والهزيمة ويطالبهم بقبول شروطه قبل وقوع الحرب والهزيمة (قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ).
أراد رؤساء قومها أن يقولوا: نحن على استعداد للحرب.. ويبدو أن الملكة كانت أكثر حكمة من رؤساء قومها.. فإن رسالة سليمان أثارت تفكيرها أكثر مما استنفرتها للحرب.. فكرت الملكة طويلا في رسالة سليمان.. كان اسمه مجهولا لديها، لم تسمع به من قبل، وبالتالي كانت تجهل كل شيء عن قوته، ربما يكون قويا إلى الحد الذي يستطيع فيه غزو مملكتها وهزيمتها. ونظرت الملكة حولها فرأت تقدم شعبها وثراءه، وخشيت على هذا الثراء والتقدم من الغزو.. ورجحت الحكمة في نفسها على التهور، وقررت أن تلجأ إلى اللين، وترسل إليه بهدية.. وقدرت في نفسها أنه ربما يكون طامعا قد سمع عن ثراء المملكة، فحدثت نفسها بأن تهادنه وتشتري السلام منه بهدية.. قدرت في نفسها أيضا إن إرسالها بهدية إليه، سيمكن رسلها الذين يحملون الهدية من دخول مملكته، وإذا سيكون رسلها عيونا في مملكته.. يرجعون بأخبار قومه وجيشه، وفي ضوء هذه المعلومات، سيكون تقدير موقفها الحقيقي منه ممكنا.. أخفت الملكة ما يدور في نفسها، وحدثت رؤساء قومها بأنها ترى استكشاف نيات الملك سليمان، عن طريق إرسال هدية إليه، انتصرت الملكة للرأي الذي يقضي بالانتظار والترقب.. وأقنعت رؤساء قومها بنبذ فكرة الحرب مؤقتا، لأن الملوك إذا دخلوا قرية انقلبت أوضاعها وصار رؤساءها هم أكثر من فيها تعرضا للهوان والذل.. واقتنع رؤساء قومها حين لوحت الملكة بما يتهددهم من أخطار..   
وصلت هدية الملكة بلقيس إلى الملك النبي سليمان.. وجاءت الأخبار لسليمان بوصول رسل بلقيس وهم يحملون الهدية.. وأدرك سليمان على الفور أن الملكة أرسلت رجالها ليعرفوا معلومات عن قوته لتقرر موقفها بشأنه.. ونادى سليمان في المملكة كلها أن يحتشد الجيش.. ودخل رسل بلقيس وسط غابة كثيفة مدججة بالسلاح.. فوجئ رسل بلقيس بأن كل غناهم وثرائهم يبدو وسط بهاء مملكة سليمان.. وصغرت هديتهم في أعينهم. وفوجئوا بأن في الجيش أسودا ونمورا وطيورا.. وأدركوا أنهم أمام جيش لا يقاوم.. ثم قدموا لسليمان هدية الملكة بلقيس على استحياء شديد. وقالوا له نحن نرفض الخضوع لك، لكننا لا نريد القتال، وهذه الهدية علامة صلح بيننا ونتمنى أن تقبلها. نظر سليمان إلى هدية الملكة وأشاح ببصره (فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) كشف الملك سليمان بكلماته القصيرة عن رفضه لهديتهم، وأفهمهم أنه لا يقبل شراء رضاه بالمال. يستطيعون شراء رضاه بشيء آخر (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) ثم هددهم (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ).
وصل رسل بلقيس إلى سبأ.. وهناك هرعوا إلى الملكة وحدثوها أن بلادهم في خطر.. حدثوها عن قوة سليمان واستحالة صد جيشه.. أفهموها أنها ينبغي أن تزوره وتترضاه.. وجهزت الملكة نفسها وبدأت رحلتها نحو مملكة سليمان.. جلس سليمان في مجلس الملك وسط رؤساء قومه ووزرائه وقادة جنده وعلمائه.. كان يفكر في بلقيس.. يعرف أنها في الطريق إليه.. تسوقها الرهبة لا الرغبة.. ويدفعها الخوف لا الاقتناع.. ويقرر سليمان بينه وبين نفسه أن يبهرها بقوته، فيدفعها ذلك للدخول في الإسلام. فسأل من حوله، إن كان بإمكان احدهم ان يحضر له عرش بلقيس قبل أن تصل الملكة لسليمان. فعرش الملكة بلقيس هو أعجب ما في مملكتها.. كان مصنوعا من الذهب والجواهر الكريمة، وكانت حجرة العرش وكرسي العرش آيتين في الصناعة والسبك.. وكانت الحراسة لا تغفل عن العرش لحظة..  فقال أحد الجن أنا أستطيع إحضار العرش قبل أن ينتهي المجلس –وكان عليه السلام يجلس من الفجر إلى الظهر- وأنا قادر على حمله وأمين على جواهره. لكن شخص آخر يطلق عليه القرآن الكريم "الذي عنده علم الكتاب" قال لسليمان أنا أستطيع إحضار العرش في الوقت الذي تستغرقه العين في الرمشة الواحدة. واختلف العلماء في "الذي عنده علم الكتاب" فمنهم من قال أنه وزيره أو أحد علماء بني إسرائيل وكان يعرف اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب. ومنهم من قال أنه جبريل عليه السلام.
لكن السياق القرآني ترك الاسم وحقيقة الكتاب غارقين في غموض كثيف مقصود.. نحن أمام سر معجزة كبرى وقعت من واحد كان يجلس في مجلس سليمان.. والأصل أن الله يظهر معجزاته فحسب، أما سر وقوع هذه المعجزات فلا يديره إلا الله.. وهكذا يورد السياق القرآني القصة لإيضاح قدرة سليمان الخارقة، وهي قدرة يؤكدها وجود هذا العالم في مجلسه. هذا هو العرش ماثل أمام سليمان.. تأمل تصرف سليمان بعد هذه المعجزة.. لم يستخفه الفرح بقدرته، ولم يزهه الشعور بقوته، وإنما أرجع الفضل لمالك الملك.. وشكر الله الذي يمتحنه بهذه القدرة، ليرى أيشكر أم يكفر. تأمل سليمان عرش الملكة طويلا ثم أمر بتغييره، أمر بإجراء بعض التعديلات عليه، ليمتحن بلقيس حين تأتي، ويرى هل تهتدي إلى عرشها أم تكون من الذين لا يهتدون. كما أمر سليمان ببناء قصر يستقبل فيه بلقيس. واختار مكانا رائعا على البحر وأمر ببناء القصر بحيث يقع معظمه على مياه البحر، وأمر أن تصنع أرضية القصر من زجاج شديد الصلابة، وعظيم الشفافية في نفس الوقت، لكي يسير السائر في أرض القصر ويتأمل تحته الأسماك الملونة وهي تسبح، ويرى أعشاب البحر وهي تتحرك. تم بناء القصر، ومن فرط نقاء الزجاج الذي صنعت منه أرض حجراته، لم يكن يبدو أن هناك زجاجا. تلاشت أرضية القصر في البحر وصارت ستارا زجاجيا خفيا فوقه.
يتجاوز السياق القرآني استقبال سليمان لها إلى موقفين وقعا لها بتدبيره: الأول موقفها أمام عرشها الذي سبقها بالمجيء، وقد تركته وراءها وعليه الحراس. والثاني موقفها أمام أرضية القصر البلورية الشفافة التي تسبح تحتها الأسماك. لما اصطحب سليمان عليه السلام بلقيس إلى العرش، نظرت إليه فرأته كعرشها تماما.. وليس كعرشها تماما.. إذا كان عرشها فكيف سبقها في المجيء..؟ وإذا لم يكن عرشها فكيف أمكن تقليده بهذه الدقة ..؟ قال سليمان وهو يراها تتأمل العرش: (أَهَكَذَا عَرْشُكِ؟) قالت بلقيس بعد حيرة قصيرة: (كَأَنَّهُ هُوَ!) قال سليمان: (وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ). توحي عبارته الأخيرة إلى الملكة بلقيس أن تقارن بين عقيدتها وعلمها، وعقيدة سليمان المسلمة وحكمته. إن عبادتها للشمس، ومبلغ العلم الذي هم عليه، يصابان بالخسوف الكلي أمام علم سليمان وإسلامه. لقد سبقها سليمان إلى العلم بالإسلام، بعدها سار من السهل عليه أن يسبقها في العلوم الأخرى، هذا ما توحي به كلمة سليمان لبلقيس.. أدركت بلقيس أن هذا هو عرشها، لقد سبقها إلى المجيء، وأنكرت فيه أجزاء وهي لم تزل تقطع الطريق لسليمان.. أي قدرة يملكها هذا النبي الملك سليمان؟! انبهرت بلقيس بما شاهدته من إيمان سليمان وصلاته لله، مثلما انبهرت بما رأته من تقدمه في الصناعات والفنون والعلوم.. وأدهشها أكثر هذا الاتصال العميق بين إسلام سليمان وعلمه وحكمته. انتهى الأمر واهتزت داخل عقلها آلاف الأشياء.. رأت عقيدة قومها تتهاوى هنا أمام سليمان، وأدركت أن الشمس التي يعبدها قومها ليست غير مخلوق خلقه الله تعالى وسخره لعباده، وانكسفت الشمس للمرة الأولى في قلبها، أضاء القلب نور جديد لا يغرب مثلما تغرب الشمس. ثم قيل لبلقيس ادخلي القصر.. فلما نظرت لم تر الزجاج، ورأت المياه، وحسبت أنها ستخوض البحر، (وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا) حتى لا يبتل رداؤها. نبهها سليمان -دون أن ينظر- ألا تخاف على ثيابها من البلل. ليست هناك مياه. (إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ).. إنه زجاج ناعم لا يظهر من فرط نعومته.. اختارت بلقيس هذه اللحظة لإعلان إسلامها.. اعترفت بظلمها لنفسها وأسلمت (مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). وتبعها قومها على الإسلام. أدركت أنها تواجه أعظم ملوك الأرض، وأحد أنبياء الله الكرام.
يسكت السياق القرآني عن قصة بلقيس بعد إسلامها.. ويقول المفسرون أنها تزوجت سليمان بعد ذلك.. ويقال أنها تزوجت أحد رجاله.. أحبته وتزوجته، وثبت أن بعض ملوك الحبشة من نسل هذا الزواج.. ونحن لا ندري حقيقة هذا كله.. لقد سكت القرآن الكريم عن ذكر هذه التفاصيل التي لا تخدم قصه سليمان.. ولا نرى نحن داعيا للخوض فيما لا يعرف أحد..

هيكل سليمان:
من الأعمال التي قام بها سليمان –عليه السلام- إعادة بناء المسجد الأقصى الذي بناه يعقوب من قبل. وبنى بجانب المسجد الأقصى هيكلا عظيما كان مقدسا عند اليهود –ولا زالوا يبحثون عنه إلى اليوم. وقد ورد في الهدي النبوي الكريم أن سليمان لما بنى بيت المقدس سأل ربه عز وجل ثلاثا، فأعطاه الله اثنتين ونحن نرجو أن تكون لنا الثالثة: سأله حكما يصادف حكمه –أي أحكاما عادلة كأحكام الله تعالى- فأعطاه إياه، وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه، وأسأل الله أن تكون لنا. وقد تفننت التوراة في وصف الهيكل.. وهذا بعض ما ورد في التوراة عنه: كان هيكل سليمان في أورشليم هو مركز العبادة اليهودية، ورمز تاريخ اليهود، وموضع فخارهم وزهوهم.. وقد شيده الملك سليمان وأنفق ببذخ عظيم على بنائه وزخرفته.. حتى لقد احتاج في ذلك إلى أكثر من 180 ألف عامل (سفر الملوك الأول).. وقد أتى له سليمان بالذهب من ترشيش، وبالخشب من لبنان، وبالأحجار الكريمة من اليمن، ثم بعد سبع سنوات من العمل المتواصل تكامل بناء الهيكل، فكان آية من آيات الدنيا في ذلك الزمان. وامتدت يد الخراب إلى الهيكل مرات عديدة، إذ كان هدفا دائما للغزاة والطامعين ينهبون ما به من كنوز، ثم يشيعون فيه الدمار، (سفر الملوك الثاني).. ثم قام أحد الملوك بتجديد بنائه تحببا في اليهود.. فاستغرق بناء الهيكل هذه المرة 46 سنة، أصبح بعدها صرحا ضخما تحيط به ثلاثة أسوار هائلة.. وكان مكونا من ساحتين كبيرتين: إحداهما خارجية والأخرى داخلية، وكانت تحيط بالساحة الداخلية أروقة شامخة تقوم على أعمدة مزدوجة من الرخام، وتغطيها سقوف من خشب الأرز الثمين. وكانت الأروقة القائمة في الجهة الجنوبية من الهيكل ترتكز على 162 عمودا، كل منها من الضخامة بحيث لا يمكن لأقل من ثلاثة رجال متشابكي الأذرع أن يحيطوا بدائرته.. وكان للساحة الخارجية من الهيكل تسع بوابات ضخمة مغطاة بالذهب.. وبوابة عاشرة مصبوبة كلها على الرغم من حجمها الهائل من نحاس كونثوس. وقد تدلت فوق تلك البوابات كلها زخارف على شكل عناقيد العنب الكبيرة المصنوعة من الذهب الخالص، وقد استمرت هدايا الملوك للهيكل حتى آخر زمانه (سفر الملوك الأول)، فكان يزخر بالكنوز التي لا تقدر بثمن..

وفاته عليه السلام:
عاش سليمان وسط مجد دانت له فيه الأرض.. ثم قدر الله تعالى عليه الموت فمات.. ومثلما كانت حياة سليمان قمة في المجد الذي يمتلئ بالعجائب والخوارق.. كان موته آية من آيات الله تمتلئ بالعجائب والخوارق.. وهكذا جاء موته منسجما مع حياته، متسقا مع مجده، جاء نهاية فريدة لحياة فريدة وحافلة. لقد قدر الله تعالى أن يكون موت سليمان عليه الصلاة والسلام بشكل ينسف فكرة معرفة الجن للغيب.. تلك الفكرة التي فتن الناس بها فاستقرت في أذهان بعض البشر والجن.. كان الجن يعملون لسليمان طالما هو حي.. فلما مات انكسر تسخيرهم له، وأعفوا من تبعة العمل معه.. وقد مات سليمان دون أن يعلم الجن، فظلوا يعملون له، وظلوا مسخرين لخدمته، ولو أنهم كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين. كان سليمان متكئا على عصاه يراقب الجن وهم يعملون. فمات وهو على وضعه متكئا على العصا.. ورآه الجن فظنوا أنه يصلي واستمروا في عملهم. ومرت أيام طويلة.. ثم جاءت دابة الأرض، وهي نملة تأكل الخشب.. وبدأت تأكل عصا سليمان.. كانت جائعة فأكلت جزء من العصا.. استمرت النملة تأكل العصا أياما.. كانت تأكل الجزء الملامس للأرض، فلما ازداد ما أكلته منها اختلت العصا وسقطت من يد سليمان.. اختل بعدها توازن الجسد العظيم فهوى إلى الأرض.. ارتطم الجسد العظيم بالأرض فهرع الناس إليه.. أدركوا أنه مات من زمن.. تبين الجن أنهم لا يعلمون الغيب.. وعرف الناس هذه الحقيقة أيضا.. لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين، ما لبثوا يعملون وهم يظنون أن سليمان حي، بينما هو ميت منذ فترة..

بهذه النهاية العجيبة ختم الله حياة هذا النبي الملك.

للشاعر السوري سهيل صبحي متو



أو ربوة بدمشق أم نجران
             من للهوى وجمالها فتان
تلكم على بردى توسد سره 
            هذه على قمم  الجبال جنان
تلكم بفيجتها فرات بارد 
            هذه بجربتها الحصى ذهبان
يا ربوة  بدمشق يرنو مولعا 
            بردى ويحضن خصرها كيوان
نامت على همسات تمتمة تحا 
            كي مزة  إذ تنتشي غيطان
نجران في وسط الجبال  مليكة 
            غنينها وكأنهن قيان
وكأنهن أسنة يحرسنها 
            أمنت بهن إذ اطمأن جنان
تغفو على ظل يناعس طرفها 
            وسدير نخل حولها وسنان
ياربوة إن كنت أعشق دمرا
            أو هامة فلأنها أوطان
ولأنني أترعت كأس نسيمها 
            وبها ترعرع عالمي وحنان
نجران يأخذ باللباب جمالها
            إني بها لمتيم هيمان
أنا لا أ قارن غاية  في غاية
            صور يحاكي حسنها الوجدان
فكأنني بين الحسان  بروضة
            أيا  تبادلني الهوى ولهان
أيا تدغدغني بسحر لحاظها
            يصبو إليها خافق ولسان
عربيتان  بسحنة وكأنهن 
            من السمات بسمرة أخدان
ولكم عشقت سمارهن وقهوة
            كالمسك ينشر ريحها الفنجان
أختان  والتاريخ يشهد أنهن 
            بفجره وحضارة صنوان
نجران  من رقمات مملكة لها
            مجد عريق شاده الشجعان
أخدود حاضرة البلاد ورمزها
            فسل الصخور حرارها نيران
لو لم تكن نجران ترفل بالنعييم 
            لما غزا أسواقها الجيران
سبأ وحمير والتبابع ثم أحباش
            وفرس قبلهم رومان
إسأل نواس وجنده وحريقه
            رقمات يومئذ له ميدان
جاء الأشيرم بعده بعساكر
            نشروا الفساد وضاقت البلدان
عمر القليس ككعبة ودعا لها
            فاستهزأت بكنيسة عربان
واستنفر الأفيال يبغي قبلة
            وأبو رغال دليله الخسران
يسعى إلى البيت العتيق لهدمه
            ولما بناه لقومه غسان
بيت حماه الله في طير رمت
            أركانهم فتحطمت صلبان
البيت محفوظ القواعد آمن
            ما ناله طاغ ولا عصيان
فمقام إبراهيم جد نبينا
            باق ومهما طالت الأزمان
دحر البغاة منكسين رؤوسهم
            وأصابهم بنفوسهم خذلان
عادوا إلى يمن بأسوأ حالة
            ثم اكتوت في ظلمهم نجران
حتى استجار بقيصر سيف بن ذي
            يزن ولم يسمع له مطران
فاستنجد الأعجام يدفع باغيا
            فإذا المجوس بحكمهم غيلان
نفذت أكاسرة لشبه جزيرة
            فتعاظمت بنفوذها ساسان
وتفاقمت بنفوذ فرس عجمة
            ذي قار مفترق بها شنآن
عرب قد انتصفت بها الكرامة
            فهمو الأباة وفي الوغى عقبان
وتعاقبت نجران فيك حوادث
            حاخام يحكم بعده رهبان
حتى إذا ظهر النبي محمد
            وشريعة في نهجها فرقان
ساد السلام وآمنت أمم به
                وعلا منابر أمة آذان
جاء النبي وفودهم من حارث 
                إذ أسلموا وعليهمو المدان
وترعرعت في ظل عدل واهتدت
                 نجران لما عمها الإيمان
وزهت تشع كدرة مكنونة
            ثم استقام لعزها سلطان 
نجران تاريخ وآثار على
            صفحات سفر خطه الإنسان
وحضارة عبر العصور قديمة
            هذه الدوارس للشهود عيان
واليوم ها هي في الحقيقة جنة
            يحيا على رغد بها السكان
ولقد حباها الله خير طبيعة
            خلابة بنباتها تزدان
فالسدر والبخور ثم قرامل
            وعواسج وعرافج ولبان
والإثب والأزهار كل جميلة
            وأراكها سيكت به أسنان
وعنابر فواحة في نضرة
            وكروم فاكهة بها ألوان
عنب ونخل باسق أكمامه
            حملت ثريات بها الأغصان
والطير تصدح بالغناء سعيدة
            أصواتها من رقة ألحان
فالبهم تسرح في المراعي والربا
            غنم وتمرح قربها حيران
ما بين موفجة و وادعة ترى
            عرس الطبيعة إذ نمت قيعان
وعريسة تندى بطل ناعم
            عبق كأن نسيمها ريحان
و السد جاورها يفيض عذوبة
            وتسامرت بنميره وديان
آي من الإبداع فيه ورونق
            يرنو إلى سهل وفيه حنان
نجران يا ذات الجمال تربعي
            عرشا خلا لمنافس ميدان
ثم اكشفي اللبات عن أكنانها
            يا أيلة من دونها الغزلان
القرط في أذنيك من وهج كما
            غلب السنا في درة لمعان
يأبى الجمال تسترا فتألقي
            تتألق الأيام والأكوان
نجران إنك بالفؤاد مصونة
            أضنى فؤادي في الهوى خفقان
إني محب لا تصدي عاشقا
            نجران إنك للهوى عنوان

كعبة نجران حتم عليك - الأعشى




ألم تنه نفسك عما بها
                   بلى عادها بعض أطرابها
لجارتنا، إذ رأت لمتي،                   
                   تقول، لك الويل أنى بها
فإن تعهديني، ولي لمة،                   
                   فإن الحوادث ألوى بها
وقبلك ساعيت في ربرب،                   
                   إذا نام سامر رقابها
تنازعني إذ خلت بردها،                   
                   مفضلة غير جلبابها
فلما التقينا على بابها،                   
                   ومدت إلي بأسبابها
بذلنا لها حكمها عندنا،                   
                   وجادت بحكمي لألهى بها
فطورا تكون مهادا لنا؛                   
                   وطورا أكون فيعلى بها
على كل حال لها حالة                   
                   وكل الأجاري يجرى بها
فكيف بدهر خلا ذكره؛                   
                   وكيف لنفس بأعجابها
وإذ لمتي كجناح الغداف،                   
                   ترنو الكعاب لإعجابها
أكلت السنام فأفنيته،                   
                   وشد النسوع بأصلابها
تراهن من بعد إسآدهن،                   
                   وسير النهار وتدآبها
طوال الأخادع خوص العيون                   
                   خماصا مواضع أحقابها
وكأس شربت على لذة،                   
                   وأخرى تداويت منها بها
لكي يعلم الناس أني أمرؤ                   
                   أتيت المعيشة من بابها
كميت يرى دون قعر الإنى،                   
                   كمثل قذى العين يقذى بها
وشاهدنا الورد والياسمي                   
                   ن، والمسمعات بقصابها
ومزهرنا معمل دائم،                   
                   فأي الثلاثة أزرى بها
ترى الصنج يبكي له شجوه،                   
                   مخافة أن سوف يدعى بها
مضى لي ثمانون من مولدي،                   
                   كذلك تفصيل حسابها
فأصبحت ودعت لهو الشبا                   
                   ب والخندريس لأصحابها
أحب أثافت وقت القطاف،                   
                   ووقت عصارة أعنابها
وكعبة نجران حتم علي                   
                   ك حتى تناخي بأبوابها
نزور يزيد، وعبد المسيح،                   
                   وقيسا، هم خير أربابها
إذا الحبرات تلوت بهم،                   
                   وجروا أسافل هدابها
لهم مشربات لها بهجة،                   
                   تروق العيون بتعجابها

ماريا طفلة الاخدود

ماريا طفلة الأخدود

ايا نجران مدينة ارضيه لها شرف سماوي وكواكب مكلله هم شهداء الذي اعترفوا بالشهاده الصالحه،
ايا نجران المدينه اللتي تقاتل من اركون الشيطان ومن شياطين الهواء المظلم، وكواكبك المعلقه ينتظرون لقاء الرب، يامدينة نجران تشبه نفسها باورشليم الارضيه اللتي الجبال حواليها، فاما انت والشعب الذي فيك والشهد، فان الرب يحفظك الى الابد،
ايا نجران المدينة التي احزنت باحزانها جميع الملوك الذين في الارض، وافرحت بتجديدها كثرة جماعة الجنود السماويه.







موعظة في الصلاة

يقول رسول الله ﷺ 
ان العهد والوصل الذي بين الانسان وربه الصلاه فمتى ماقطعها فقد قطع وصله وصلته.
ويقول ﷺ ان اول ماينظر في المرء صلاته فإن صحت نظر إلى سائر عمله.


سئل الامام الصادق 
ما بال الزاني لا تسميه كافراً وتارك الصلاة تسميه كافراً وما الحجة في ذلك؟ قال: "لأن الزاني وما أشبهه إنما يفعل ذلك لمكان الشهوة لأنها تغلبه، وتارك الصلاة لا يتركها إلاّ استخفافاً بها يقول الامام الحسين للمستهتر في الصلاه إلهي! من كانت محاسنه مساوي، فكيف لا تكون مساويه مساوي وفي روايه ان الامام علي ابن ابي طالب انه رأى رجلاً يصلي بااستهتار ودون خشوع  فقال الامام له : "منذ كم صلّيت بهذه الصلاة؟ فقال له الرجل: منذ كذا وكذا، فقال: مثلك عند الله مثل الغراب إذا نقر، لو متّ متّ على غير ملة أبي القاسم ". ثم قال علي  مشبّهاً إنقاص العمل وعدم إتمامه بالسرقة: "إن أسرق الناس من سرق من صلاته وذكر عن رسول الله صلوات الله عليه وآله انه قال ليس مني من ترك الصلاه وقال الامام الصادق إني أمتحن شيعتنا في المحافظه على اوقات الصلاه وقال رسول الله صلوات الله عليه وآله من تهاون في صلاته ليس له حظ من دعاء الصالحين وقال ايضاً من تهاون بصلاته… كل عمل يعمله لا يؤجر عليه ولا يرتفع دعاؤه إلى السماء وقال الامام زين العابدين ايضاً الاستخفاف بالصلاة يورث الفقر وقال رسول الله من تهاون بصلاته… أوكل الله به ملكاً يسحبه على وجهه، والخلايق ينظرون إليه وحوسب حساباً شديداً ويقول الامام الصادق في فضل الصلاه والاستهانه بها إن العبد إذا صلّى الصلاة لوقتها، وحافظ عليها، ارتفعت بيضاء نقية تقول حفظتني حفظك الله، وإذا لم يصلّها لوقتها، ولم يحافظ عليها رجعت سوداء مظلمة تقول ضيعتني ضيّعك الله يقول تعالى في المستهترين بصلاتهم أنهم المنافقين بقوله جل وعلا ((  (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً)). وفي روايه مشهوره لرسول الله صلوات الله وآله عن الصلاه في سؤال مولاتنا فاطمه عن عاقبة تارك الصلاة، والآثار الناجمة عن ذلك فقال: "يا فاطمة! من تهاون بصلاته من الرجال والنساء ابتلاه الله بخمس عشرة خصلة: ستّ منها في دار الدنيا، وثلاث عند موته، وثلاث في قبره، وثلاث في القيامة إذا خرج من قبره". فأما اللواتي تصيبه في دار الدنيا: فالأولى: يرفع الله البركة من عمره، ويرفع الله البركة من رزقه، ويمحو الله عزّ وجلّ سيماء الصالحين من وجهه، وكل عمل يعمله لا يؤجر عليه ، ولا يرتفع دعاؤه إلى السماء، والسادسة: ليس له حظّ في دعاء الصالحين. وأما اللواتي تصيبه عند موته فأولاهن: أن يموت ذليلاً، والثانية: أن يموت جائعاً، والثالثة: أن يموت عطشاناً، فلو سقي من أنهار الدنيا لم يروِ عطشه. وأما اللواتي تصيبه في قبره فأولاهن: يوكل الله به ملكاً يزعجه في قبره، والثاني يضيق عليه قبره، والثالثة: تكون الظلمة في قبره. وأما اللواتي تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره فأولاهن: أن يوكل الله به ملكاً يسحبه على وجهه، والخلايق تنظر إليه، والثانية: يحاسب حساباً شديداً، والثالثة: لا ينظر الله إليه، ولا يزكيه وله عذاب أليم وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله الاطهار .

حجر الشانزلزيه في باريس

تفتخر باريس بجادة الشانزلزيه التي لا يضاهي جمالها احد، وهو كذلك من أرقى وأفخم الشوارع السياحية والتجارية في العالم، ولكن لا يعلم الكثير منهم ان احجارها احجار الشانزلزية من منطقة نجران بجنوب السعودية، وتم رصفها في منتصف التسعينات من القرن الماضي وقت كان جاك شيراك عمدة باريس وصديق اوجية آنذاك !!






قصة المثل: من لاتقاضى حي يقمح ليا مات

قصة المثل اللي يقول : من لاتقاضى حي يقمح ليا مات

كان فيه رجل يتميز بكل صفات الرجولة فهو شيخ قبيله وفارس وكريم وذو اخلاق فاضلة وكان عمره حوالي 60 سنه. وكان مايمر يوم ما يوجد في منزلة ضيوف، طلب الزواج من إحدى بنات قبيلته عمرها حوالي 18 سنة ولم يمانع والدها زواجة لمكانته بين قبيلته
وكانت الفتاة تتميز بجمال باهريتمناها كل شاب من القبيلة ولشدة جمالها دفع لها مهرا تستاهله وجهزها باحسن جهاز ... وبعدما دخل بها كان يدللها ولا يرد لها طلب ولمحبة زوجها عند اقاربة وقبيلته اذا زارتها النساء يسلمن على رأسها ويقدرنها من تقدير زوجها ...
ولكنها اغترت بنفسها واعتقدت ان الناس يقدرونها لشدة جمالها .. وفي أحد الايام طلبت من زوجها الطلاق فسألها عن السبب فقالت أنت رجل كبير السن واريد زوج يماثلني في العمر فطلقها وترك لها كل ماقدم لها من مهر وجهاز .. ولم يأخذ منه شئ وبعد ما اكملت العدة تزوجت شاب في سنها من شباب القبيلة وبعد زواجها من ذلك الشاب وجدت نفسها معزولة عن الناس ولم يزورها أحد وفقدت الدلال ومحبة الناس لها وفقدت الحياة الكريمة عند زوجها الأول ....

وهنا عرفت أن الناس كانوا يقدرونها من تقدير زوجها السابق وليس لجمالها كما كانت تعتقد فندمت اشد الندم ثم طلبت من زوجها الثاني الطلاق .. فقال لها اطلقك بشرط تعيدي لي كل ماخسرت عليك من مهر وجهاز .. لانها كانت تعتقد انه مثل زوجها الاول يطلقها بدون مقابل ! وهنا استنجدت بوالدها واخوتها فدفعوا لزوجها كل ماطلب وطلقها .. وبعدما انتهت عدتها كان عند زوجها الأول خادم اسمه عبيد يستقبل الضيوف اذا وصلوا لبيت الشيخ ويقدم لهم القهوة وكان من المقربين عند الشيخ : وقابلته وطلبت منه يتوسط لها عند الشيخ يتزوجها مرة ثانية وانها نادمة على ماصار منها .. فنقل عبيد كلامها للشيخ فقال له : في الصباح اعطيك الجواب توصله لها ..؟ وفي الصباح اعطاه بيتين من الشعر يقول فيها :

يا عبيد لا شفت اريش العين قلّه
عليه مردود البرا عشر نوبات

رميت حبله يوم بيديه تلّه
ولا ينحكى يا عبيد في فايتٍ فات

انا عذاب ملافخات الاضلّه
وزبن التوالي يوم لوذات الاصوات

كلن على فعله و حظّه يدلّه
و اترك علومن ما بها صدق و اثبات

نصبر على جفواه غلن يغلّه
و من لا تقاضى حي يقمح اليا مات.



تعديل