مقال - من عاشر أهل نجران يوماً صار منهم

من عاشر أهل نجران يوماً صار منهم
الكاتب: أحمد بن علي الطالبي - نجران الآن

عندما تجتمع بساطة الطبيعة وأصالة القيم وسمو الأخلاق وكريم الطباع فتأكد أنك حينها في نجران ..

نعم تلك المدينة التي ما أن تختلط بأهلها وتعاشرهم تشعر وكأنك تعيش بينهم منذ زمن ، هناك تجد المعنى الحقيقي للتعايش والذي يعد الأصل في الحياة الإنسانية بين المجتمعات بعضها البعض ، من خلال عدة قواسم مشتركة تعمل في تفعيل التعايش الإيجابي دون اختزاله في مجال معين والذي يقوم على تبادل الود والاحترام وحفظ الحقوق بعيداً عن أي معايير أخرى ، هذا المعنى والذي للأسف أصبح مفقوداً في كثير من الأقطار مع الحاجة له ليعم الأمن والسلام ولتتحقق أحد المعاني السامية لتواجد البشرية على هذا الكوكب كما قال ربنا جل شأنه : “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا..” الآية

وكما يقال ليس من رأى كمن سمع ، فمن خلال فترة معايشة تفوق ال (20) عاماً لأبناء هذه المنطقة سواء في المراحل التعليمية أو الحياة اليومية وجدت المعنى الحقيقي لمفهوم التعايش متمثلاً بأخلاقهم بل ويُعد أحد القواسم الإيجابية المشتركة فيما بينهم دون النظر لأي اعتبارات أخرى ، وهم ممن يُجيد فن بناء الصورة الذهنية الإيجابية أو ما يسمى بخلق الانطباع الأولي دون تكلف أو تزييف .

والكثير منهم يحفظ لك ود اللحظة فربما تجمعك به لحظات بإحدى المناسبات فما أن تنتهي تلك اللحظات إلا وتجدك عرفت عنه ما كنت تحتاج لوقت أكثر لمعرفته ، وما أن تلتقي به ولو على سبيل الصدفة بأحد الأماكن سواء العامة أو الخاصة إلا وتجده يظهر لك جميل تلك اللحظات القصيرة التي سبق وأن جمعتكما معاً بابتسامة تشعر وكأنها تحمل في طياتها الكثير من عبارات التقدير والامتنان .كما أن تلك العلاقات لا تحتاج لوقت طويل لبنائها فربما تكون وليدة اللحظة بينما يدوم ودها وعطائها فترات أطول .

التعليقات: 0

إرسال تعليق

تعديل